جو يعمل صحافيا رياضيا، يجازف في تربيته لطفله الصغير بمنهج لا يخلو من جرأة. لا قواعد الزامية في البيت، لا احتياطات أخلاقية في العلاقة بين الاب والابن. كثير من الفرح واللعب والاستمتاع معا في أجواء من الفوضى المنزلية. ينضم الى الاثنين طفل ثالث من زواج سابق، فتتعاظم المسؤولية ويكون على الأب توفير فضاء أسري غامر بالحب والدفء.
تكاد المهمة تفشل في وسط الطريق إثر هجوم مجموعة من الشباب الطائشين على البيت في غياب الأب الذي كان قد غادر المدينة في رحلة عمل. خوف الابن الأكبر الوافد من انجلترا، وعدم تأقلمه مع "قوانين" البيت الغريبة عنه يدفعه الى العودة سريعا الى حضن أمه، فيبادر الوالد والأخ الأصغر الى شد الرحال طمعا في اقناع الابن الغاضب بالعودة الى بيت "الأشقياء الثلاثة".
بين فئة أفلام الإثارة العاطفية أو الحركية وأفلام المؤلف، تطرح استوديوهات الغرب من حين لآخر أعمالا ترصد طائفة من المشاكل التي تنخر المجتمعات الغربية في ظل نمط الأسر الصغيرة التي تعيش واقعها خلف الأبواب المغلقة.
بنية السرد الفيلمي بسيطة بل ومتوقعة، بدون تقلبات أو مفاجآت تصنع الدهشة وتتلاعب بمسارات الشخوص. ولا يبدو أصلا أن صناع العمل راهنوا على شيء من هذا القبيل. المهم في هذا الفيلم هو تمرير رسائل واستثارة مشاعر انسانية مفتقدة، ولو من خلال قصة أسرة لا تكتسي طابعا استثنائيا.
قد يعاب على المخرج بطئ في الإيقاع خصوصا في بداية الفيلم وتعثرا في صنع المخاض القصصي المفجر للأحداث غير أن السيرة لا تلبث أن تستعيد وهجها وحساسيتها وأصالتها من خلال يوميات هذه الأسرة الأسترالية التي تبحث عن توازنها المختل.
أما مسرح الأحداث في فيلم "الأولاد عائدون" فيتجاوز وظيفته السردية ليحيل على جماليات تشكيلية فاتنة. فأستراليا تكشف عن كامل زينتها الطبيعية لتبدو على الشاشة الفضية مجموعة لوحات تعطي العمل جاذبية بصرية أعمق وتزكي حساسية المشاعر الانسانية التي تنقلها وقائعه.
وبالطبع، فإن المخرج سكوت هيكس لم يجانب الصواب حين راهن على النجم كليف أوين، أحد الممثلين الذين أبانوا عن موهبة أكيدة إما في بطولات مطلقة أو مشتركة مع نجوم الصف الأول في هوليود. الأناقة والأداء الموزون حركة وتعبيرا صوتيا من السمات البارزة في أداء نجم فوق العادة.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.