دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يظل التاريخ القديم للشرق بشقيه الحقيقي والأسطوري معينا لا ينضب للسينما العالمية وخصوصا الهوليودية، التي تجد فيه تنويعات مختلفة للاثارة والالتباس الدرامي الذي يصنع جاذبية العمل السينمائي، كما تطوعه لمقاربة بعض قضايا الحاضر من خلال اسقاط أحداث جرت في الماضي على وقائع منطقة دائمة الفوران.
في هذا الاطار يندرج فيلم "أمير فارس: رمال الزمن" للمخرج مايك نيويل (2010)، من انتاج استوديوهات والت ديزني. وهو اقتباس للعبة فيديو ناجحة تحمل نفس العنوان لقصة تجري في بلاد الفرس في القرن السادس قبل الميلاد.
فضاءات صحراوية جميلة (التصوير تم بالجنوب المغربي)، تصميمات جريئة للمشاهد الحربية، قصة حب على هامش مسار المغامرة والبطولة، لغز سحري تتمحور حوله حركة الشخصيات الرئيسة، كلها مكونات كلاسيكية لأفلام المغامرة التاريخية كانت حاضرة في الفيلم الذي خسر الكثير من رونقه وطابعه التاريخي بسبب المبالغة في استخدام المؤثرات البصرية.
وقع البطولة الممثل والممثلة جيما أرتيرتون (شاركت في سلسلة جيمس بوند) الى جانب المخضرم بين كينغسلي (غاندي السينما العالمية). الحاشية الطامعة بالحكم المحيطة بامبراطور فارس تحاول غزو مدينة مقدسة بحجة احتفاظها بأسلحة سرية موجهة للاستخدام ضد فارس، والحال أن الأمر يتعلق بمحاولة من أخ الامبراطور، نظام (كينغسلي) للحصول على خنجر سحري يمكن من عكس مجرى الزمن وتصحيح وقائع الماضي واعادة بناء الحاضر وفق مشيئة من يملكها. هنا لم يتردد عدد من النقاد في اعتبار قصة الفيلم اسقاط أسطوري على واقعة احتلال الولايات المتحدة للعراق بحجة السيطرة على أسلحة الدمار الشامل.
هدف نظام هو العودة الى ما قبل تتويج الامبراطور، والقضاء عليه للاستفراد بالترشيح لأعلى هرم السلطة والسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد، قبل انجابه للوريث الشرعي وتبنيه لطفل نما وأصبح أسد فارس ومحاربها الشجاع الذي لا يهزم. وسيكون عليه أن يواجه في مسعاه تحديا من جانب هذا الأخير، الأمير دستان، ابن الامبراطور بالتبني الذي سينضم الى أميرة المدينة المقدسة (تامينا)، التي تحتفظ بالخنجر، من أجل منع تنفيذ المخططات الشريرة واستعادة السيطرة.
وإن كان بينكسلي يتميز دائما بحضوره الكاريزمي الطاغي الذي يخدم أداءه خصوصا في دور شخصية تاريخية نافذة، فإن أداء البطلين الرئيسيين يبقى محل نقاش، بحيث بدا جايك غيلينهال ضامر الحضور بالنسبة لمضمون بهذا البعد التاريخي والملحمي في حين سقطت جيما أرتيرتون غير ما مرة في فخ المبالغة في التعبير الحركي والانفعالي.
قصة خفيفة تحيل على قصص ألف ليلة وليلة، وإن كانت مشاهد الفيلم لا تنفلت من الطابع الفولكلوري العام الذي يسم أعمال هوليود التي تتخذ العالم الشرقي فضاء لها، من حيث تكريس الغرائبية في المظهر ونمط الحياة في القصور والخشونة في السلوك، وهي معالم نمطية كرسها المتخيل الهوليودي منذ عقود خلت.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.