CNN CNN

حماية الخصوصية تثير مخاوف مستخدمي "فيسبوك" العرب

عرض: يوسف رفايعة
الخميس ، 07 شباط/فبراير 2013، آخر تحديث 15:24 (GMT+0400)
جدل الخصوصية يواجه المستخدمين العرب
جدل الخصوصية يواجه المستخدمين العرب

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN) -- منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، أخذت الشبكات الاجتماعية على الإنترنت في جذب المزيد من المستخدمين حول العالم، لكنها شهدت إقبالا متزايدا في العالم العربي خلال العامين الأخيرين فقط، وفقا لما يؤكده عدد من المراقبين.

وفي حين وصل عدد المستخدمين من العالم العربي لموقع "فيسبوك،" أبرز الشبكات الاجتماعية، نحو 15 مليون مستخدم، لا تزال هناك شكوك حول انتماءات الموقع ودوافعه، خاصة بعد الجدل الذي أثارته مؤخرا مسألة البيانات الخصوصية على الموقع، ودرجة سريتها.

وتعلو أصوات عربية تتهم عملاق البحث على الإنترنت "غوغل،" بالإضافة إلى "فيسبوك،" بأنهما يتعاونان مع أجهزة استخبارات غربية، وبالطبع "إسرائيلية،" ويقدمان بيانات عن بعض المستخدمين، ويخرقان سياسة الخصوصية.

وعن ذلك يقول إسراء شاهد، وهو محلل تقني في شركة "ديبفيو،" إن البعض "قد يذهب بعيدا في اتهامه لفيسبوك أو غوغل، لكن حقيقة خرق البيانات الخصوصية، هي واقع ملموس حدث بالفعل في الموقعين، ولا يزال يحدث."

وأضاف شاهد: "أما مسألة تزويد أجهزة الاستخبارات ببيانات المستخدمين فلا أعتقد أن ذلك صحيح، فهو يخرق أبسط قواعد إدارة العالم في الغرب.. رغم أن هناك حالات محدودة من تعاون تلك المواقع مع الأجهزة الأمنية، وفي حالات نادرة جدا."

ومع الجدل حول تسريب البيانات الخصوصية للمستخدمين على "فيسبوك،" يخشى كثير من المستخدمين العرب، الذين لجأوا للموقع الاجتماعي للتعبير عن آراء سياسية، تضيق بها أحيانا صدور الأجهزة الأمنية في بلدانهم، من أن يتحول الموقع لمنصة لاصطيادهم ومتابعتهم.

ويقول رائد صايمة، وهو أحد "نشطاء" موقع فيسبوك: إن "الأجهزة الأمنية العربية تراقب عن كثب المدونات على الإنترنت، وأنا متأكد تماما من أنهم يتابعون باهتمام هذا الموقع (فيسبوك) ويبحثون عن فرائسهم."

ويتابع صايمة: "قرأت تقريرا يوضح أن الأجهزة الأمنية الأمريكية تستخدم فيسبوك وتلاحق من تريد ويتنكر أعضاؤها بأسماء وهمية ويقيمون صداقات مع الآخرين، فاعتقد أن الاستخبارات العربية بلا شك تقوم بذلك، خصوصا مع ثغرات الخصوصية الموجودة في الموقع."

والتقرير الذي يتحدث عنه صايمة هو عبارة عن مذكرة داخلية لوزارة العدل الأمريكية، نشرتها مدونات تكنولوجية، تنص على السماح باستخدام الجهات الأمنية للشبكات الاجتماعية لمكافحة الجريمة، وتشجع العملاء الفيدراليين على استخدام المواقع لجمع معلومات عن مشتبه بهم.

ولكن التساؤل الذي يراود كثيرين الآن، عقب ما تردد عن فشل سياسات الخصوصية في المواقع الاجتماعية، يدور حول مدى أمان استخدام الأسماء الحقيقية وأرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني، خصوصا في العالم العربي؟

وعن ذلك يقول إسراء شاهد: "هناك مخاطر عديدة لتسرب البيانات الشخصية، أبرزها ما ينجم عن انكشاف أرقام الهواتف أو العناوين الإلكترونية أو حسابات البنوك وغيرها، والتي قد تؤدي في النهاية إلى وقوع جرائم الكترونية، مثل الاحتيال وغيرها."

ويضيف: "وفيما يتعلق بالملاحقات الأمنية لأشخاص على المواقع الاجتماعية، فاعتقد أنه من الأسلم، إذا كان شخص ما يعبر عن آرائه السياسية ويخشى نقمة السلطات، أن يستخدم بيانات مستعارة، إلى حين تغير القوانين بما يضمن حرية الرأي الإلكتروني."

والأسبوع الماضي، كشف تقرير جديد، أن مواقع إنترنت شهيرة مثل "فيسبوك،" و"ماي سبيس،" و"ديغ،" وغيرها من مواقع الشبكات الاجتماعية، تسرب بيانات شخصية إلى جهات ثالثة دون معرفة المستخدمين أو موافقتهم.

وقال تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" إن البيانات المسربة تتضمن أسماء وهويات المستخدمين، وغيرها من المعلومات لتمكين الشركات الإعلانية، مثل "دبل كليك،" التابعة لغوغل، من تحديد السمات المميزة للمستخدم.

ولم يلبث الرئيس التنفيذي لموقع "فيسبوك" مارك زوكربيرغ، طويلا، حتى اعترف بارتكاب بعض الأخطاء، ووعد بمعالجتها، وقال: "أعرف إننا ارتكبنا مجموعة من الأخطاء، ولكن آمل في نهاية الأمر أن نقدم خدمة أفضل.. وأن يفهم الناس أن لدينا نوايا حسنة، وأننا نستجيب لردود فعل الناس واقتراحاتهم."

يشار إلى أن "فيسبوك" يدخل العديد من التعديلات على سياسة الخصوصية في الموقع بشكل مستمر منذ انطلاقه، ومع الإضافات الأخيرة، فقد أتاح المزيد من المعلومات عن المستخدمين، ما أثار عاصفة من الانتقادات الحادة والشكاوى.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.