حذرت المنظمة الدولية من أزمة إنسانية وشيكة شمالي اليمن
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الاثنين من خطورة تردي الأوضاع الإنسانية في شمال اليمن جراء استمرار القتال بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في صعدة، تزامناً مع إعلان زعيم حركة التمرد الشيعي، عبدالملك الحوثي، سحب مقاتليه من الأراضي السعودية في مبادرة قال إنها تأتي "لحقن دماء المدنيين"، إلا أنه هدد بحرب مفتوحة على جميع الجبهات إذا لم تقبل الرياض مبادرته.
وقال دومنيك ستيلهارت، نائب مدير العمليات باللجنة، إن الوضع الإنساني في تفاقم مستمر وأن أعداد النازحين أصبحت تفوق كميات المساعدات المتوفرة.
وأضاف المسؤول الأممي أن: "تعداد سكان هذه المحافظة الشمالية يتراوح ما بين 700 ألف ومليون نسمة، ونحن نعتقد أن خمس السكان، أو واحداً من كل خمسة أشخاص قد تأثر مباشرة بهذا الصراع." وفق ما نشرت الأمم المتحدة.
وذكر ستيلهارت أن سكان محافظة صعدة يعانون من نقص كبير في المواد الغذائية نتيجة تعذر وصول المساعدات الإنسانية إليهم، وقال في هذا الصدد:"إن الحاجة للطعام تمثل في الواقع حاجة ملحة خاصة في شمال محافظة صعدة، وفي الوقت الذي نحاول فيه تكثيف المساعدت الغذائية فإن هناك العديد من السكان الذين انقطعت عنهم الإمدادات لما يزيد عن شهر، وهم يعيشون بدون أية موارد".
وعلى الصعيد العسكري، أعلنت اليمن مواصلة تقدم قواتها في محور الملاحيظ و السيطرة على مزيد من المواقع التي كانت تتواجد فيها العناصر المتمردة، ومطاردة فلولها وتطهير الجرائب وإيقاع خسائر كبيرة في صفوف العناصر الحوثية.
ونقلت صحيفة "26 سبتمبر"، عن مصادر مسؤولة لم تسمها، أن وحدات عسكرية وبالتعاون مع المواطنين واصلت زحفها وحققت تقدماً كبيراً بالاتجاه الشمالي الغربي لجبل الخزان ودمرت أوكار وخنادق المتمردين في تلك المناطق ملحقة خسائر فادحة في صفوفهم ودمرت العديد من آلياتهم وعتادهم.
وفي محور صعدة تقدمت الوحدات العسكرية والأمنية من آل عقاب باتجاه الصمع، والتحمت مع القوات المسلحة المرابطة في جبل الصمع بعد اكتساح أوكار المتمردين وتكبيدهم خسائر فادحة , كما صدوا محاولات تسلل للعناصر المتمردة إلى بعض المواقع التي طردت منها، كما دمروا سيارة تحمل أسلحة ومؤن للمسلحين في منطقة ال حجاج.
وكان زعيم التمرد الحوثي قد أعلن مساء الاثنين سحب قواته من الأراضي السعودية قائلاً: "نعلن قيامنا بالانسحاب الكامل من كل المواقع ومن كل الأراضي الواقعة تحت سيطرة النظام السعودي، مؤكدين أن تقدمنا لتلك الأراضي كان لصد العدوان الذي انطلق منها."
لكنه أردف قائلا: "إذا استمر النظام السعودي في عدوانه بعد هذه المبادرة، فإنه يكشف أن حربه ليست إلا غزوا لمناطقنا،" مهددا "بخوض حرب مفتوحة على جميع الجبهات،" في حال لم تقبل السعودية بتلك المبادرة واستمرت في عملياتها العسكرية.
وقال الحوثي، الذي كانت وسائل إعلام تحدثت عن إصابته في إحدى الغارات الجوية: "مع دخول الحرب مع النظام السعودي شهرها الثالث، وحرصا منا على حقن دماء المدنيين، فإننا نقدم مبادرتنا."
واتهم الحوثي القوات السعودية باستهداف المدنيين، وقصف مناطقهم، قائلا: "نثبت من مبادرتنا هذه عدوانية النظام السعودي،" مشيرا إلى أنه يهدف من خلالها إلى "تقديم فرصة حقيقية للسلام يفترض أن يثمنها العقلاء في السعودية."
وتواجه حكومة اليمن تمرداً شيعياً في الشمال وحراكا للانفصال في الجنوب، فيما وضعت تحركات تنظيم القاعدة الأخيرة تلك الدولة مجدداً في مواجهة الحرب على الإرهاب.
وينطلق في لندن الأربعاء مؤتمر لدعم جهود اليمن في مجال التنمية والإصلاحات ومكافحة الإرهاب بمشاركة وزراء يمثلون أكثر من عشرين دولة في الوطن العربي والعالم.
وقال رئيس الوزراء اليمني، علي محمد مجور، إن اجتماع لندن يشكل مرحلة مهمة في إطار الشراكة التي يحرص اليمن على تأسيسها مع أشقائه وأصدقائه.
وأضاف بالقول: "أهداف اجتماع لندن واضحة كل الوضوح ولا تحتمل التأويلات، فأشقاء اليمن وأصدقاؤه حريصون من خلال الاجتماع على دعم خيارات اليمن في التنمية ومحاربة الإرهاب، ويدعمون حقه في حفظ أمنه وحماية ثوابته الوطنية وفي مقدمتها الوحدة والديمقراطية والنظام الجمهوري."