البرنامج يقول إنه لن يتمكن من مساعدة مليون شخص بالجنوب
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، إنه علق عمله في معظم جنوب الصومال بسبب تهديدات للعاملين به ومطالب غير مقبولة من مسلحي حركة الشباب التي تسيطر على المنطقة.
لكن المنظمة قالت إنه "بالرغم من جميع الصعوبات فإنها ستتابع عملها في توزيع المعونات الغذائية في العاصمة مقديشو، وعدد آخر من المناطق في البلاد، للوصول إلى 60 في المائة من المحتاجين أي نحو 1.8 مليون شخص."
وقال بيان للبرنامج إن "تصاعد التهديدات والهجمات على العمليات الإنسانية، فضلا عن فرض سلسلة من المطالب غير مقبولة من جانب الجماعات المسلحة، تجعل من المستحيل تقريبا لبرنامج الغذاء العالمي مواصلة مساعدة مليون شخص في جنوب الصومال."
وعبر مسؤولو البرنامج عن قلقهم إزاء "تزايد الجوع والمعاناة بين الفئات الأكثر ضعفا نتيجة لهذه الهجمات غير المسبوقة على العمليات الإنسانية،" وفقا لما أكده البيان الذي نشر على الموقع الإلكتروني لبرنامج الغذاء.
وقال البيان "برنامج الغذاء العالمي غير متحيز وغير سياسي وظل يعمل في شراكة مع شعب الصومال لأكثر من 40 عاما.. لكن الضغوط الأخيرة على عملنا من الجماعات المسلحة في جنوب الصومال هي التي تعوق عملياتنا الإنسانية."
وأكدت المنظمة الدولية أن "سلامة الموظفين هو أحد الاهتمامات الرئيسية لبرنامج الأغذية العالمي والهجمات التي حدثت مؤخرا، والتهديدات والمضايقات والمطالبات بدفع مبالغ من قبل الجماعات المسلحة، جعل من المستحيل تقريبا متابعة العمل في المنطقة.
وكان أربعة من موظفي برنامج الغذاء العالمي قتلوا في الصومال بين شهري أغسطس/آب 2008، ويناير/كانون ثاني من عام 2009.
وفي نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، طالبت حركة "الشباب" وكالات الأمم المتحدة بشراء المعونات الغذائية التي يتم شحنها إلى هذا البلد الإفريقي من المزارعين الصوماليين، أو الامتناع عن إرسالها أصلا.
وقال بيان للحركة إن برنامج الغذاء العالمي يتسبب في كثير من المشاكل للمزارعين المحلين عندما يستورد الأغذية من الخارج.. الأمر يحبط المزارعين الصوماليين.. وعليهم أن يشتروا من السوق المحلي أو يتوقفوا عن إرسال المعونات."
وحذرت الحركة المتعاقدين المحليين من مساعدة برنامج الغذاء العالمي في توزيع المعونات المستوردة داخل البلاد، ومنحت مهلة للتوقف عن ذلك قبل الأول من يناير/كانون ثاني المقبل.
ويأتي هذا التحذير في وقت تقول فيه تقارير إن حركة الشباب تعاني من ضيق مواردها المالية، في أعقاب انسحاب القوات الأثيوبية العام الماضي، إذ كانت تحصل على دعم من عديد من الجهات المحلية بعد أن تعهدت بدحر الأثيوبيين.
وتمر الصومال بأسوأ أوضاع إنسانية منذ المجاعة التي ضربت البلاد عام في مطلع التسعينيات، إذ يقف نحو نصف السكان (نحو 4 ملايين نسمة) في حاجة ماسة للمعونات الغذائية، وفقا للأمم المتحدة.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO، أفادت بتفاقم وضعية الأمن الغذائي المزعزع بمنطقة القرن الإفريقي، جراء انخفاض معدلات الأمطار، إضافة إلى استمرار النزاعات والتشرد السكاني.
وأشارت المنظمة إلى أن الصومال يشهد أسوأ أزمةٍ إنسانية منذ 18 عاماً، إذ يعيش نصف مجموع سكان البلاد، أي ما يقرب من 3.6 مليون شخص في حاجة ماسة إلى مساعدات الطوارئ لإنقاذ حياتهم وسُبل معيشتهم.