رجل الدين اليمني عبدالمجيد الزنداني
صنعاء، اليمن (CNN) -- يحاول محققون معنيون بملف محاولة النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب تفجير طائرة أمريكية ليلة عيد الميلاد الماضي، معرفة المكان الذي أمضى فيه أكثر من شهرين في اليمن، اختفى خلالهما عن الأنظار في ذلك البلد الذي قصده تحت ستار دراسة اللغة العربية، واعترف لاحقاً بأنه حصل فيه على المتفجرات وتعليمات تنفيذ الهجوم.
وتدور الشكوك حول إمكانية أن يكون عبدالمطلب قد قصد جامعة الإيمان التي تعتبر المقر الأساسي لأتباع رجل الدين اليمني، عبدالمجيد الزنداني، الذي تعتبره الولايات المتحدة شخصية على صلة بـ"الإرهاب" وقد سبق أن وجهت إليه عام 2004 تهمة تقديم الدعم لتنظيم القاعدة وتزويده بالسلاح.
ويؤكد عدد من الطلاب في جامعة الإيمان التي زارتها CNN بأن ما قام به عبدالمطلب "ضد الإسلام،" مضيفين أنهم لا يعتقدون بأن المهاجم النيجيري قصد جامعتهم.
أما الدكتور إسماعيل السهيلي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة، فيشدد على أن أجهزة الأمن لم تطلب التحقيق في السجلات أو زيارة المنشآت للتحقيق في إمكانية أن يكون عبدالمطلب قد قصد الجامعة.
وقد رفض الزنداني، الذي يعتبر شخصية ذات نفوذ واسع في اليمن، التحدث إلى CNN، ولكنه سمح لها بتصوير الجامعة التي يقصدها سنوياً آلاف الطلاب من اليمن وأفريقيا وآسيا.
وكان اليمن قد أكد أن اتصالات جرت بين النيجيري، المتهم بمحاولة تفجير الطائرة، والشيخ الأمريكي من أصل يمني، أنور العولقي، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وقال نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن اليمني، رشاد العليمي في مؤتمر صحفي عقد الخميس، إنه "جرت اتصالات بين النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب والعولقي وأعضاء في تنظيم القاعدة في اليمن.
وقال العليمي إن النيجيري عمر الفاروق كان في اليمن عامي 2004 و2005 وأنه قدم لدراسة اللغة العربية ثم غادره دون أن يكون لديه أي سلوك أو أفكار متطرفة، وتوجه بعد ذلك إلى بريطانيا وأقام فيها من عام 2005 وحتى العام 2008.
وعبر العليمي عن اعتقاده بأنه تم استقطاب عمر الفاروق بإحدى الجماعات الإرهابية أثناء وجوده في لندن، وذلك قبل أن ينتقل إلى دبي لدراسة الماجستير.
وأوضح أن عمر الفاروق عاد إلى اليمن في العام 2009، حيث التحق بمعهد دراسة اللغة العربية، قبل أن يغادره في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع إن النيجيري عمر الفاروق التقى خلال هذه الفترة بعناصر القاعدة وتواصل معهم في وادي رقد بمنطقة شبوة، وهي منطقة، استهدفتها القوات اليمنية لاحقاً بواحدة من الضربات الاستباقية التي نفذتها ضد تنظيم القاعدة.
وحول تنظيم القاعدة في بلاده، قال العليمي إن السجون اليمنية تضم المئات من عناصر القاعدة، مشيراً إلى أن العشرات منهم يجري التحقيق معهم أمام النيابة اليمنية.
وقال إنه تم الإفراج عن المئات ممن لم تثبت عليهم أي جرائم أو أدوار معينة في تنظيم القاعدة.
وأكد العليمي وجود تنسيق بين تنظيم القاعدة والحوثيين، مشيراً إلى أن هذا التنسيق تركز على وجه الخصوص في مجالات تجارة السلاح والمخدرات لشراء آليات وعتاد عسكري.
وقال إن اليمن يواجه كثيراً من التحديات، وفي مقدمتها القاعدة، مشيراً إلى أنها تمثل خطراً دولياً وليس محلياً فحسب، وأن بلاده تحتاج إلى دعم عربي ودولي لمواجهة الخطر الذي تمثله القاعدة.
وأكد وجود تنسيق بين المتمردين وتنظيم القاعدة، موضحاً أنه التنظيم يتواجد في مناطق مثل الجوف وصعدة ومأرب ومناطق أخرى فضل عدم الكشف عنها لدواع أمنية.
وأوضح نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن أن بلاده لا تقبل وجود أو تدخل قوات أجنبية في مواجهة الإرهاب، مشيراً إلى أن قوات الأمن اليمنية قادرة على التعاطي معه، مؤكداً أن الضربات ضد تنظيم القاعدة في مناطق عدة في بلاده تمت بقوات يمنية بالكامل وبتعاون خارجي في مجال المعلومات.
وعلى صعيد آخر، قال العليمي إن المختطفين الألمان على قيد الحياة.
وأوضح أن الأجهزة الأمنية اليمنية تبحث عن وسيلة مناسبة لتخليصهم والإفراج عنهم.
وتطرق العليمي إلى المؤتمر الذي دعت إليها بريطانيا حول اليمن، وقال إن هذا المؤتمر سيبحث تعزيز القوات اليمنية لمكافحة الإرهاب ودعم التنمية.
يشار إلى أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كان قد تبنى محاولة تفجير الطائرة الأمريكية التي قام بها عمر الفاروق.