دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تناقلت مواقع إلكترونية دأبت على بث بيانات تنظيم القاعدة بياناً منسوباً إلى "كتائب عبدالله عزام" تناول فيه الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى لبنان، واضعاً إياها في سياق "الحرب على السنّة" في المنطقة، واعتبر أن أدواتها حلف مكون من إيران وسوريا وحزب الله.
ورأى البيان أن المعركة "قادمة لا محالة، وستفرض فرضًا من الشيعة على أهل السنة،" واعتبر أنه "لا مناص من عد قدوم زعيم الفرس إلى لبنان، هو التوقيع على قرار الشروع في إبادة أهل السنة،" متحدثاً عن مواجهة على اتساع المنطقة بين الشيعة والسنّة، في تطور قد يدل على دخول التنظيمات المتشددة على خط التوتر المذهبي بلبنان، بينما رفضت أوساط حزب الله التعليق لـCNN بالعربية على هذه التطورات.
وجاء البيان الذي لم تتمكن CNN من تأكيد صحته بشكل مستقل تحت عنوان "َولتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ" وورد فيه أن أرضُ لبنان الأسيرة "تدنس بمقدم غيرِ ميمون، للرئيس الإيرانيِ أحمدي نجاد، الذي قدم متفقِّدًا الأرضَ التي أقطعه إياها الصليبيون، في صفقةٍ خسيسةٍ آثمةٍ بين إيران الصفوية وأمريكا الصليبية."
وبحسب البيان، فإن الولايات المتحدة قد تلقت الهزائم في أفغانستان والعراق، وهي تريد قبل انسحابها "أن تكل أمر محاربة الإسلام إلى غيرها، ليكون خليفة لها في قتال المجاهدين ومحاربة أهل السنة كافة،" مضيفاً أن المشروع الإيراني يقضي بالسيطرة على العراق ومن ثم "بلاد الشام" والخليج، وصولاً إلى هدفهم الرئيسي "بلاد الحرمين،" في إشارة إلى المملكة العربية السعودية.
واتهم البيان إيران بمساعدة أمريكا في الحرب على أفغانستان والعراق، كما اتهم المراجع الدينية الشيعية بإصدار فتاوى تحرم قتال القوات الأجنبية، واعتبر أن حزب الله يلعب حالياً في لبنان دور "حارس حدود" لإسرائيل.
وتابع البيان: "وإننا في كتائب عبد الله عزام نتوقع أن المعركة قادمة لا محالة، وستفرض فرضًا من الشيعة على أهل السنة، وسيضطر أهل السنة جميعًا إلى مواجهتهم دفعًا لصيالهم أو الموت مستسلمين، ولا خيار ثالث، وانظروا في التصعيد المتواصل من حكومة العلويين في سوريا على لبنان، حتى يبدأ مسلسل جديد من المجازر التي يمارسها النظام العلوي على أهلنا في بلاد الشام منذ عقود بلا مقاومة من أهل السنة ولا محاسبة من أحد."
وتحدث البيان عن حلف مكون من "ثلاثة أركان، هي إيران الفارسية، وسوريا العلوية، وحزب الله الشيعي في لبنان،" وقال إن الحزب اللبناني الذي لم ينفذ منذ فترة عمليات ضد إسرائيل "وجد لحرب السنة لا لقتال اليهود."
وتوقع البيان عودة قريبة لـ"أحداث مطلع الثمانينات من القرن الماضي، ويعود ذبح أهل السنة من جديد، وتكون رحى الحرب على محورين رئيسين هما لبنان وفلسطين،" في إشارة إلى مجموعة من الأحداث التي وقعت ببلاد المشرق، وكانت ذروتها في المواجهات بين الجيش السوري والتنظيمات الإسلامية في سوريا ومن ثم لبنان.
من جانبه، رفض الدكتور إبراهيم الموسوي، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، التعليق على ما جاء في البيان، وقال، في اتصال مع CNN بالعربية، إنه لم يتلق البيان بشكل رسمي، ولا يسعه بالتالي الحديث عنه.
يذكر أن "كتائب عبد الله عزام،" وهو أحد كبار القادة العرب لما كان يعرف بـ"المجاهدين الأفغان" كانت قد تبنت في أغسطس/آب الماضي مسؤولية الهجوم على ناقلة النفط اليابانية "ام ستار"، في مضيق هرمز، وقالت إن الهجوم كان عملية انتحارية نفذها "أيوب الطيشان."
كما سبق أن تبنت الكتائب عمليات إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وهجمات منتجع "طابا" في مصر، في أكتوبر/ تشرين الأول 2004، وهجمات أخرى على مينائي "العقبة" بالأردن و"إيلات" في إسرائيل في أغسطس/ آب 2005، إلا أن تنظيمات أخرى أعلنت مسؤوليتها عن الهجومين.
وكان لبنان قد شهد نشاطاً متزايداً لخلايا على صلة بتنظيمات متشددة، وعلى رأسها القاعدة، وخاصة في الفترة الأخيرة بعد تصاعد التوتر المذهبي بين السنة والشيعة، وتمثل عدة مجموعات أمام القضاء حالياً بتهم مماثلة.