دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن جماعة الإخوان المسلمين لها قيادة دولية، إلا أن موقفها من مقاطعة الانتخابات البرلمانية في الأردن، والمشاركة بها في مصر، لفت انتباه عدد من المراقبين، حيث قالوا إن الجماعة لها قرارات "قطرية،" تتعلق بطبيعة النظام السياسي في كل دولة.
ففي الأردن، أكد حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، مقاطعة العملية الانتخابية التي ستجري في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، "ترشيحاً وانتخاباً،" وفقا لبيان أصدره، وأكد فيه أن المقاطعة "تهدف إلى إيصال رسالة قوية لأصحاب القرار، بضرورة أعادة النظر في قانون الانتخابات، وإدارة العملية الانتخابية، كمدخل لإصلاح سياسي بات أولوية لا تحتمل التأجيل."
وقال الدكتور إرحيل غرايبة، نائب الأمين العام للحزب، الذي يعد المعارضة الوحيدة الفاعلة في الأردن، في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية من العاصمة عمان، إن المقاطعة، وحتى تكون ناجحة "يجب أن تكون مقاطعة شاملة، ترشيحاً وانتخاباً ودعاية ومساندة."
وأضاف غرايبة أن حزب جبهة العمل الإسلامي يريد أن يوجه رسالة إلى الجميع مفادها أن "السير في الوضع الحالي يؤدي بالبلاد إلى مزيد من التدهور على جميع الأصعدة، ولن يتم الإصلاح السياسي إلا عبر برلمان فاعل ومؤثر."
وعادة ما تذهب معظم المقاعد في أي انتخابات أردنية إلى مرشحين قبليين أو رجال أعمال، أو أولئك المؤيدين للحكومة، ورغم مشاركة الإسلاميين في انتخابات سابقة، إلا أنهم لم يتمكنوا من تشكيل أغلبية مؤثرة في برلمان للملك سلطة مطلقة في حله، وفقا للدستور الأردني.
وردا على سؤال حول جدوى المقاطعة بدلا من المشاركة وتنفيذ البرامج الإصلاحية، قال غرايبة: "جربنا وشاركنا في أكثر من خمسة مجالس نيابية حتى الآن، وتبين لنا أن مجلس النواب يتم تفصيله سلفا لكي يلائم مناطق وعشائر وحسابات أخرى."
وتابع، أن قانون الانتخابات الأردني "لا يكرس التنافس بين القوائم والأحزاب والأفكار، وسيبقى المجلس (النيابي) عاجزا وغير قادر على القيام بمهامه أبدا، وسينتج برلمانا لا يمثل الشعب الأردني تمثيلا حقيقيا."
وعلى الجانب الآخر، في مصر، أعلنت جماعة الأخوان المسلمين، أكبر تجمع للمعارضة المصرية، أنها ستشارك في الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل، للمنافسة على 30 في المائة من مقاعد مجلس الشعب في مصر.
وقال الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد، والمتحدث باسم الجماعة في مصر، إن "الأصل لدى الإخوان جميعا هو المشاركة في الحياة السياسية والبرلمانية،" معتبرا أنه "لا يوجد تناقض بين مقاطعة الجماعة الانتخابات في الأردن، ومشاركتها في مصر."
وأضاف العريان في حديث لـCNN بالعربية، أن المشاركة من عدمها "تعود لتقدير الجماعة للموقف الذي يتوقف على المناخ السياسي في البلد نفسه."
ومضى يقول إن "الأردن دولة ذات نظام ملكي يسعى لأن يكون دستوريا، والانتخابات الأردنية مرت بمراحل عدة، ثم تم تغيير قانون الانتخابات بطريقة مريبة، ما أدى إلى اتخاذ حزب جبهة العمل الإسلامي لقرار المقاطعة للضغط على الحكومة."
وأردف: "لكن في مصر ظروف الإخوان مختلفة، فالأصل لديها المشاركة، ولديها الرغبة أيضا في أن تكون حزبا سياسيا، ولكن النظام يمنعها من ذلك،" لافتا إلى أن الإخوان في مصر "جربوا المقاطعة عام 1990 وفشلت في تحقيق أهدافها، إذ أن الحكومة رحبت بها ورأت أنها في مصلحتها."
وكان محمد بديع، المرشد العام للجماعة المحظورة في مصر، أعلن مشاركة الإخوان "بعد استطلاع آراء مجالس شورى الإخوان بالمحافظات، ومكاتبها الإدارية التي وافقت جميعها على المشاركة، وكذلك ذوي الرأي والفكر،" وفقا لبيان نشر على موقع الجماعة على الإنترنت.
ونقل البيان عن بديع قوله، في مؤتمر صحفي إن "الإخوان بكل محافظة سيقومون بإعلان تفاصيل المرشحين وأعدادهم، والدوائر التي سيدخلون الانتخابات بها، وفقًا لظروفهم المحلية، وتماشيًا مع قرار مجلس الشورى العام."
وقال بديع، وفقا لبيان الجماعة، إن المشاركة ضرورية من أجل "ممارسة الشعب لحقوقه الدستورية والقانونية، والتصدي للفاسدين والمفسدين، وعدم ترك الساحة السياسية مجالاً خصبًا لهم بدون حسيب ولا رقيب، وتعظيمًا للإرادة الشعبية للأمة، وترسيخًا لسنة التدافع."