القدس (CNN) -- نشرت جماعة حقوقية إسرائيلية ثلاث صور قالت إنها تكشف عن سوء سلوك قام به جنود إسرائيليون خلال الهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية على قطاع غزة واستغرق ثلاثة أسابيع في الفترة بين أواخر ديسمبر/كانون الأول 2008 وأوائل العام 2009.
منظمة "كسر الصمت"، وهي منظمة من الجنود السابقين تعمل على كشف وفضح ما تقول إنه تكلفة إرسال الجنود الشبان إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، نشرت الصور على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" الأحد.
وتقول المنظمة إن الصورة التقطت على الأرجح أثناء عملية "الرصاص المصبوب"، وهي العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والتي استغرقت ثلاثة أسابيع وانتهت في يناير عام 2009.
وفي إحدى الصور، ظهر جندي إسرائيلي وهو يوجه بندقيته على ما يبدو إلى أحد المعتقلين الفلسطينيين، وهو معصوب العينين.
في صورة أخرى، ظهر جندي وهو يقف حاملاً سلاحه داخل مطبخ بينما تقوم امرأة فلسطينية على ما يبدو بإعداد الطعام.
الصورة الثالثة، أظهرت جندياً إسرائيلياً وهو يرسم "نجمة داود" بواسطة رذاذ الطلاء على الجدار، إلى جانب رسالة مكتوبة باللغة العبرية: "سنعود؟"
ونشرت المنظمة الصور بينما طمست معالم وجوه الجنود.
وقال يهودا شاؤول، الذي يرأس منظمة "كسر الصمت" لـCNN: "إن معركتنا هي دفع الناس لمعرفة أن هذه هي القاعدة.. وأن هذه الأمور تحدث على نطاق واسع جداً وشائعة في جميع الوحدات التي تخدم في الأراضي الفلسطينية"، مضيفاً: "نعتقد أن مجتمعنا يحتاج لمعرفة الحقيقة."
وقال إن كل الدلائل تشير إلى أن هذه الصور التقطت أثناء عملية الرصاص المصبوب، إلا أن المنظمة ليست متأكدة بنسبة 100 في المائة.
وأضاف أن منظمة "كسر الصمت" لديها المزيد من الصور المشابهة، وسوف تنشرها من وقت لآخر، موضحاً: "كل الذين أدوا الخدمة العسكرية لم يصابوا بالدهشة أو المفاجأة من هذه الصور لأننا اعتدنا على رؤية مثل هذه الأمور"، مشيراً إلى أن منظمته لم تحدد مصدر الصور.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي شن هجوماً على قطاع غزة، الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأطلقت على العملية اسم "الرصاص المصبوب"، والتي كانت تهدف لمنع حماس وغيرها من الجماعات المسلحة من إطلاق الصواريخ على المناطق الجنوبية من البلاد.
وعبر الجيش الإسرائيلي عن أسفه لقيام منظمة "كسر الصمت" بنشر الصور علناً، بدلاً من الاتصال مباشرة به، وقال في بيان له: "كما هو الحال في جميع الحالات السابقة، يحقق قسم التحقيقات العسكرية في الحوادث الشاذة وغير السوية."
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي "يشدد على أن هذه الصور لا تعكس بأي شكل من الأشكال القيم التي يتم تعليمها للجنود والقادة في صفوف الجيش."
وكان الجيش الإسرائيلي أكد في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول أنه أطلق تحقيقات داخلية حول شريط انتشر على موقع "يوتيوب"، يظهر ما يبدو أنه جندي إسرائيلي يرقص حول فلسطينية معتقلة معصوبة العينين.
ويأتي هذا الفيديو، الذي كانت القناة الإسرائيلية العاشرة قد بثته مساء الاثنين، لشاب يرتدي زي الجيش الإسرائيلي، وهو يرقص أمام فلسطينية معتقلة معصوبة العينين، غير أنه لم يعرف متى تم تصوير هذه اللقطات، لكن يعتقد أنها ظهرت للمرة الأولى في العام 2008.
وسبقها قيام جندية إسرائيلية بنشر مجموعة صور خلال فترة خدمتها العسكرية تحت عنوان "الجيش الإسرائيلي - أجمل أوقات حياتي"، ظهرت فيه صورة وهي تجلس ضاحكة على قاطع أسمنتي إلى جانب فلسطيني مكبل اليدين ومعصوب العينين.
وفي صورة ثانية، تظهر الجندية ضاحكة من جديد، وفي الخلفية ثلاثة فلسطينيين معصوبي الأعين ومقيدين.
وعلق أحدهم على الصورة قائلا: "تبدو الأمور مثيرة جداً لك،" فردت الجندية عليه بالقول: "هل يا ترى لديه صفحة على فيسبوك؟ سيكون علي إضافته إلى الصورة" في إشارة ساخرة إلى الفلسطيني الموقوف.
وقد قامت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالتطرق إلى هذه الصور، ما دفع صاحبتها إلى إزالتها من صفحتها، في حين شككت أوساط قانونية إسرائيلية بقدرة الجيش على ملاحقة الجندية إيدن، باعتبار أنها قد أنهت الخدمة العسكرية.