الرباط، المغرب (CNN) -- أثارت مشاركة رئيس الكنيست الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في اجتماع الجمعية البرلمانية المتوسطية بالرباط يومي الجمعة والسبت، احتجاج أوساط مناهضة للتطبيع بالمغرب، في وقت تبرأت فيه مصادر رسمية من توجيه دعوة للمسؤول الإسرائيلي.
ومقابل مقر البرلمان المغربي في قلب العاصمة، رفع محتجون يمثلون هيئات سياسية، منضوية في إطار مجموعة العمل القومية لمساندة العراق وفلسطين، شعارات منددة باستضافة البرلمان المغربي لرئيس الكنيست الإسرائيلي ضمن الوفود المشاركة في الدورة الخامسة للمؤتمر.
وبينما لم يتم الكشف عن أي لقاءات خاصة للمسؤول الإسرائيلي على هامش المؤتمر، أكد مسؤول بمجلس النواب المغربي أن هذا الأخير لم يوجه أي دعوة لرئيس الكنيست لزيارة المغرب، موضحا أن دعوات المشاركة في المؤتمر تصدر عن رئاسة الجمعية البرلمانية المتوسطية.
وأوضح نجيب خدي، مدير ديوان رئيس مجلس النواب، الذي يستضيف المؤتمر، في تصريح لموقع CNN بالعربية، أن التزامات المغرب الدولية لا تسمح له بمنع مشاركة دولة في لقاء إقليمي متعدد الأطراف مشيرا إلى أن "المؤتمر عرف أيضا حضور وفد يمثل المجلس الوطني الفلسطيني."
ونفى خدي استقبال مسؤولي البرلمان المغربي لرؤوفين ريفلين قائلا "لم تتم أصلا برمجة أي لقاء من هذا النوع، وليس واردا أن يحدث ذلك،" في وقت أوردت فيه صحيفة إسرائيلية أن لقاءات للمسؤول الإسرائيلي كانت مبرمجة خصوصا مع وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري ورئيس مجلس النواب عبد الواحد الراضي قبل أن يتم إلغاؤها بعد حلوله بالمغرب.
وتعقب زيارة ريفلين أخرى سابقة قام بها زعيم حزب كاديما عمير بيريز قبل أيام لمدينة مراكش حيث شارك في مؤتمر السياسة العالمية، وهي المناسبة التي كان سيحضرها رئيس إسرائيل شمعون بيريز قبل أن يتراجع عن الحضور بسبب رفض العاهل المغربي استقباله، الأمر الذي اعتبره مناهضو التطبيع رسالة إلى باقي المسؤولين في المملكة لرفض الانخراط في مبادرات التطبيع.
وقال خالد السفياني منسق مجموعة العمل المغربية لمساندة فلسطين والعراق إن الطابع متعدد الأطراف للمؤتمر البرلماني المتوسطي لا يبرر استقبال "مسؤول صهيوني متورط، من موقعه كرئيس للكنيست، في إصدار قوانين تكرس سياسة تهويد القدس وترحيل الفلسطينيين من أراضيهم."
وأضاف السفياني في تصريح لـCNN بالعربية أن "استقبال أي مسؤول أجنبي قرار سيادي للدولة لا ينبغي أن تفرط فيه واصفا السماح لرئيس الكنيست بدخول المغرب مسا بكرامة المغاربة الذين عبروا دائما عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال."
وجاء في بيان للهيئة التي يقودها السفياني أنه "في الوقت الذي ترتفع الأصوات في الشرق والغرب مطالبة بمحاكمة الصهاينة وقياداتهم المدنية والعسكرية... يأتي هذا العمل الشنيع المستفز، في سياق مخطط متكامل وبرنامج متناسق ينفذه المتصهينون لغرس السرطان الصهيوني في الجسم المغربي."
وكان محامون من قيادات مجموعة العمل المغربية لمساندة فلسطين والعراق قد رفعوا دعاوى لدى القضاء المغربي لاعتقال مسؤولين إسرائيليين لدى زيارتهم للمغرب، وخصوصا وزير الدفاع السابق عمير بيريز، ذي الأصل المغربي، ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني.