صنعاء، اليمن(CNN)-- أقر العميد يحيى صالح، رئيس أركان قوات الأمن المركزي اليمني، بصحة المعلومات التي جرى الكشف عنها مؤخراً حول ضلوع سلاح الجو الأمريكي مباشرة بتنفيذ غارات ضد أهداف توصف بأنها "إرهابية" على الأراضي اليمنية، لكنه شدد على ضرورة تقبّل هذا الأمر، والنظر إليه ضمن الصورة العامة للحرب الدولية على الإرهاب.
وقال صالح، في مقابلة مع CNN، إن القوات الأمريكية غير موجودة على الأراضي اليمنية، ولكنه رفض بالمقابل أن تشعر صنعاء بـ"الخجل" حيال الغارات الأمريكية، معتبراً أن على بلاده أن تكون "أكثر انفتاحاً" لقبول كافة أنواع المساعدة اللازمة في الحرب التي تخوضها بمواجهة تنظيم القاعدة، محذراً من أن انهيار اليمن سيعني ضرب الأمن العالمي ككل.
وأوضح صالح، الذي يحتل منصباً حساساً في الهيكلية الأمنية اليمنية، موقفه بالقول: "نحن في حالة حرب دولية ضد الإرهاب، ولا يجب أن نخجل بالمساعدة التي نتلقاها."
وتابع: "علينا أن نكون صادقين وواضحين، هناك تعاون دولي ضد الإرهاب، وطلب المساعدة من الآخرين ليس أمراً معيباً، ولذلك علينا آلا نخجل بإعلان وجود تعاون وتبادل للمعلومات الاستخبارية في عمليات مطاردة عناصر القاعدة."
وعن ما كشفه وزير الخارجية اليمني، أبوبكر القربي، مؤخراً لصحيفة الحياة عن غارات أمريكية جرى تنفيذها في اليمن قبل أن تتوقف في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بطلب من صنعاء التي اعتبرت أن تلك الضربات "لم تحقق أهدافها" قال صالح: "هناك أوقات نكون فيها بحاجة لدعمهم (الأمريكيين) في الميدان."
وأضاف: "إذا كنا حلفاء في المعركة ضد الإرهاب فيجب أن يكون هناك تعاون حقيقي، لا أن يقتصر الأمر على البيانات الداعمة.. قدراتنا قد تكون محدودة في بعض المجالات، فلماذا لا نحصل على مساعدة؟"
وعند سؤاله عن حقيقة توقف الغارات في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومدى إمكانية معاودتها في المستقبل قال: "لقد توقفت، هذا صحيح، ولكن لماذا نغلق الباب أمام عودتها، إن احتجنا إليها لاحقاً؟"
أما بالنسبة للتواجد العسكري الأمريكي على الأرض اليمنية، فقد أكد صالح أن صنعاء لا تحتاجه: "لأن لديها في أجهزتها الأمنية الأعداد الكافية من الرجال والنساء المستعدين لمواجهة كل من يخطط لإلحاق الأذى باليمن."
وقلل صالح من أهمية رجل الدين اليمني المتشدد، أنور العولقي، الذي يعتقد أنه المحرض الأساسي لعدد من الهجمات التي خطط لها متشددون ضد الولايات المتحدة، معتبراً أنه "ليس مشكلة يمنية، بل مشكلة أمريكية،" نافياً ما تردد عن تجنب السلطات الأمنية مطاردته خشية إثارة غضب القبيلة التي ينحدر منها.
وأوضح قائلاً: "كل قادة القاعدة الكبار كانوا يروجون معلومات مفادها أن الدولة تعجز عن ملاحقتهم لأنهم من قبائل كبيرة، ولكنهم أوقفوا أو قتلوا في معارك وقعت لاحقاً ولم يحدث شيء على الأرض.. هذا الأمر مجرد تضخيم إعلامي، وفي نهاية المطاف فإن العولقي سيسجن إن جرى توقيفه ومحاكمته. وإن كان العولقي يعتقد أنه بريء فعليه تسليم نفسه حفاظاً على سلامته."
وشدد صالح على أن تنظيم القاعدة لا يهزم بالجهود العسكرية وحدها، بل يجب أن يحارب على المستويات الأيديولوجية والسياسية والاقتصادية، من خلال تشجيع التنمية، مضيفاً أن المساعدات المالية التي يتلقاها اليمن ما تزال محدودة ودون حاجاته الحقيقية، خاصة وأنه يخسر الكثير من رؤوس الأموال بسبب خطر الإرهاب.
ونفى صالح أن تكون بلاده "دولة فاشلة" رغم المصاعب الكبيرة التي تواجهها، وبينها التمرد الحوثي في الشمال، وتصاعد الدعوات الانفصالية في الجنوب، ورأى أن على العالم أجمع احترام الحكومة اليمنية لأنها ما زالت قادرة على مواجهة كل هذه التحديات، محذراً من أن سقوط اليمن سيضر الأمن العالمي بسبب موقعها الاستراتيجي ودورها الإقليمي.