بغداد، العراق (CNN)-- أعاد البرلمان العراقي مساء الخميس، انتخاب الرئيس جلال الطالباني رئيساً للجمهورية لفترة جديدة، في جلسة شهدت انسحاب نواب قائمة "العراقية"، رغم الاتفاق الذي توصل إليه قادة الكتل السياسية، لتقاسم السلطة فيما بينهم.
جاء انتخاب الطالباني بعد قليل من انتخاب النائب أسامة النجيفي، عن كتلة "العراقية"، التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، رئيساً للبرلمان، ضمن الاتفاق الذي يمهد الطريق لإنهاء حالة "الفراغ السياسي"، والتي استمرت نحو ثمانية شهور، في أعقاب الانتخابات التشريعية في مارس/ آذار الماضي.
ويتضمن اتفاق "تقاسم السلطة" تكليف رئيس الوزراء "المنتهية ولايته"، نوري المالكي، زعيم ائتلاف "دولة القانون"، برئاسة الحكومة، بالإضافة إلى احتفاظ الزعيم الكردي جلال الطالباني بمنصب رئيس الجمهورية.
وكان رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، أقد أعلن في مؤتمر صحفي في وقت مبكر من صباح الخميس، انه سيتم خلال ساعات إعلان الرئاسات الثلاث، أي رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ورئيس البرلمان، مشيراً إلى أنه سيتم كذلك تشكيل حكومة "وطنية متوازنة."
وأكد البزراني أن قادة الكتل السياسية اتفقوا على أسماء المرشحين للرئاسات الثلاث، مؤكداً أن الحكومة المقبلة ستكون حكومة مشاركة وطنية، موضحاً أنه كانت هناك ضغوط دولية وإقليمية.
وأكد البرزاني أن رئاسة العراق ستكون للأكراد، ورئاسة مجلس الوزراء للتحالف الوطني الشيعي، فيما ستكون رئاسة البرلمان لائتلاف العراقية.
وقال عضو المجلس الوطني العراقي عن كتلة العراقية، أحمد المساري، لـCNN إن اللقاءات التي عقدت مساء الأربعاء بمشاركة كافة الكتل السياسية، أسفرت عن اتفاق لتقاسم السلطة، وذلك بعد ثلاثة أيام من المحادثات بين الأطراف المعنية.
ونقلت قناة العراقية الحكومية عن رئيس الوزراء العراقي الشيعي المنتهية ولايته، نوري المالكي، أنه سيحتفظ بمنصبه رئيساً للوزراء، كذلك سيحتفظ الرئيس العراقي المنتهية ولايته، الكردي جلال الطالباني، بمنصبه.
ومن المقرر أن يعقد البرلمان العراقي جلسة بعد ظهر الخميس بمشاركة كل الكتل السياسية الرئيسية، لاختيار رئيسه، وفقاً للمساري.
وكان قادة الكتل العراقية قد اجتمعوا في أربيل، بإقليم كردستان الاثنين، من أجل التوصل لتسوية أزمة تشكيل الحكومة العالقة منذ ظهور نتائج الانتخابات الأخيرة التي أسفرت عن فوز كتلة رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إياد علاوي، المعروفة باسم "العراقية"، وتقدمها بفارق مقعد واحد على ائتلاف دولة القانون برئاسة المالكي.
جاء اجتماع قادة الكتل بدعوة من الزعيم الكردي العراقي، مسعود البرزاني، وفي أعقاب أنباء عن التوصل لاتفاق بين المالكي وعلاوي، وهو الأمر الذي نفاه الأخير، وإثر دعوة من وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، لتقاسم السلطة في العراق لإنهاء أزمة الحكم في بغداد.