مدريد، إسبانيا (CNN) -- طالبت أسبانيا الحكومة المغربية تقديم إيضاحات حول مقتل أحد مواطنيها في مدينة "العيون" بالصحراء الغربية، الأسبوع الماضي، تزامناً مع الاضطرابات الأخيرة التي وصفت بأنها الأخطر من نوعها في المنطقة المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو.
وقالت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان، نقلته قناة CNN Plus، وهي الشقيق الإسباني للشبكة، إنها طلبت من المغرب إيضاحات بشأن مقتل بابي حمادي بويما، الذي لم يتضح إذا ما كانت لوفاته علاقة مباشرة بالاشتباكات التي شهدتها المنطقة الأسبوع الماضي.
وألقت المواجهات التي عرفتها مدينة العيون، كبرى مدن إقليم الصحراء الغربية، بظلالها على انطلاق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو بنيويورك، تحت إشراف الأمم المتحدة التي أعربت عن أسفها للأحداث.
واندلعت الاضطرابات التي أسفرت عن سقوط 19 قتيلاً 723 مصاباً و159 مفقوداً، اثر تدخل السلطات الأمنية لتفكيك مخيم أقيم في ضاحية العيون احتجاجا على الأوضاع المعيشية بالمنطقة، قبل أن يواجهها صحراويون وصفوا بأنهم ذوو توجه انفصالي.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية أن ثمانية من عناصر الأمن قتلوا خلال المداهمة.
وفي وقت سابق أفاد مصدر إعلامي محلي لموقع CNN بالعربية أن "قوات الأمن المغربية قامت باعتقالات واسعة في صفوف مرتكبي أعمال الشغب التي جعلت المدينة تعيش "ليلة رعب غير مسبوقة في تاريخها."
وبررت وزارة الداخلية المغربية عملية اقتحام المخيم بضرورة "الحفاظ على الأمن والنظام العامين، وضمان سلامة المواطنين، بعدما استنفذت كل محاولاتها لإرساء مقومات الحوار الجاد والمسؤول، وبعدما تجاوزت الأفعال التي قام بها الموقوفون الحد المسموح وذلك في تحد سافر للقانون".
ويتواصل الصراع حول الصحراء الغربية منذ 1975، حين ضم المغرب الإقليم الذي كان واقعا تحت الاستعمار الأسباني. وتطالب جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي فيما تقدم المغرب مؤخرا بمقترح لمنح سكان الصحراء حكما.