بيروت، لبنان (CNN) -- تشهد قرية الغجر، الواقعة على الحدود اللبنانية السورية الإسرائيلية، يوميا إيقاعا بطيئا، وذلك بسبب الصراعات السياسية التي تشهدها المنطقة، خصوصا وأن هذه القرية تقع على خط النار.
فسكان قرية الغجر الذين يعتبرون أنفسهم من أصول سورية، يحملون هويات إسرائيلية، غير أن الاتفاقيات التي تنص عليها الأمم المتحدة قد تجعل من نصف سكانها لبنانيين.
ففي عام 2006، رسمت الأمم المتحدة خطا حدوديا ارتكز على خريطة تعود للعام 1923، لتتمركز قواتها على هذا الخط، والاستعدادات تجري حاليا لتسليم نصف القرية الشمالي إلى لبنان.
غير أن نجيب الخطيب، المتحدث باسم سكان القرية يؤكد بأن الأمم المتحدة تتجاهل حقائق مهمة على الأرض، فسكان هذه القرية من أصول سورية وليست لبنانية.
ويطالب الخطيب بإعادة جزئي القرية، الشمالي والجنوبي لسوريا، ويشاركه في الرأي توفيق الخطيب، الذي عاش طوال 66 عاما في قرية الغجر.
ويعرض الخطيب هويته السورية التي تعود لما قبل عام 1967، أي عند احتلال إسرائيل لهضبة الجولان، كما يؤكد أنه خدم في الجيش السوري.
وكان سكان القرية قد حصلوا على الهويات الإسرائيلية في ثمانينيات القرن الماضي، على أمل العودة يوما ما إلى سوريا ضمن أي معاهدة سلام بينها وبين إسرائيل.
المسؤولون في الأمم المتحدة يؤكدون بأن الحياة في قرية الغجر ستشهد تغيرات عدة، حقيقة لا يقتنع بها سكان القرية.
ويوم الأربعاء، صادقت الحكومة الإسرائيلية على خطة الانسحاب من الشطر الشمالي لقرية "الغجر"، استجابة لقرار مجلس الأمن الدولي، الذي أنهى المعارك بين القوات الإسرائيلية وحزب الله في جنوب لبنان عام 2006.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، صادق من حيث المبدأ، على اقتراح الأمم المتحدة وقائد قوات "اليونيفيل"، والذي يقضي بانسحاب إسرائيل من الشطر الشمالي لقرية الغجر، الواقعة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية .
ولم يحدد المجلس الوزاري موعد تنفيذ الانسحاب وإعادة التموضع إلى الجنوب من "الخط الأزرق" على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وإنما خوّل وزارة الخارجية صلاحية مواصلة الحوار مع قيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، في أقرب وقت ممكن.