رام الله، الضفة الغربية (CNN) -- هدمت السلطات الإسرائيلية فجر الأحد، مسجداً جنوبي مدينة راهط البدوية في النقب بحجة تشييده دون ترخيص، فيما كان السكان، الذين حاولوا منعهم من هدم المسجد يرشقونهم بالحجارة.
وكان المئات من عناصر الشرطة يرافقهم مسؤولون من سلطة الأراضي قد وصلوا إلى المدينة ليل السبت، مصطحبين معهم بلدوزرات وشاحنات، وقالوا إن معهم قراراً من المحكمة، بحسب ما أوضح عمدة المدينة فايز أبو سحبان.
وأوضح أبو سحبان أن سكان المدينة شيدوا المسجد قبل الحصول على الترخيص، لكنه قال "إن المسجد ليس بناء عادياً يمكنك أن تهدمه، وبدلاً من ذلك يمكنك أن تمنح ترخيص البناء"، مضيفاً أن الهدم لا يجلب إلا المتاعب.
ورد سكان المدينة العرب على هدم المسجد برشق عناصر الشرطة بالحجارة، إلا أن الشرطة ردت بواسطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع بهدف تفريقهم.
وأشار أبو سحبان إلى أن هذا التصرف الإسرائيلي لا يشجع إلا المتطرفين، مضيفاً "نحن نريد العيش بسلام مع جيراننا، ولا نريد مشاكل.. والهدف هو منع أي تدمير آخر."
وكان السكان قد بدؤوا أعمال إعادة البناء في المسجد صباح الأحد.
من جهته، قال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن هدم المسجد تم استجابة لقرار المحكمة الصادر في يوليو/تموز، مشيراً إلى أنه تم اعتقال خمسة من سكان المدينة.
يشار إلى أن مدينة راهط يسكنها العرب البدو، وهم يحملون الجنسية الإسرائيلية، وهم يعيشون في النقب منذ قرون عديدة، ويمارسون حياة البداوة.
وحاولت إسرائيل دفعهم إلى الاستقرار، غير أن نسبة لا بأس بها منهم مازالت تعيش في تجمعات غير محددة بدون أي حقوق أو خدمات، بينما يقيم البعض الآخر في مدن دائمة، غير أنهم لا يحظون بالمزايا الاقتصادية والاجتماعية، كما أنهم من الفئات الأدنى دخلاً داخل إسرائيل.
هذا وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنت مساء السبت غارتين استهدفتا مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، ما أدى لإصابة شخص واحد بجراح، وفق الجيش الإسرائيلي.
واستهدفت الغارات منطقة الزنة شرق "خان يونس" بالإضافة إلى منطقة الأنفاق في رفح مع الحدود المصرية.
وأوضح الجيش الإسرائيلي إن الغارات رد على إطلاق الفصائل الفلسطينية لصاروخ "قسام" من غزة" استقر في النقب، صباح السبت.
وذكر مصدر أمني محلي في غزة لـCNN أن الصواريخ ضربت أحد الأنفاق الأرضية المهجورة قرب الحدود المصرية مؤدياً لإصابة شخص واحد، أما الثاني فاستقر في منطقة مفتوحة جنوبي غزة، ولم يسقط أي ضحايا في هذا الهجوم.
وبرر الجيش الإسرائيلي الهجوم باستهداف "مواقع متصلة بالإرهاب."