الخرطوم، السودان(CNN)-- يشكل الرجال في جنوب السودان القوة الأساسية لحركة التحرير والعدالة بدارفور، الذين يسعون، رغم قلة السلاح والعتاد لديهم، إلى المضي بالمقاومة الشرسة ضد الحكومة السودانية في الخرطوم للحصول على العيش الكريم.
والمليشيا السودانية المسلحة، والمعروفة بقوات الجنجويد، خلقت أجواء من الرعب في حياة السكان قبل سبع سنوات، لتتسبب فيما وصفته مجموعات إنسانية دولية بـ"المجازر ضد البشرية."
وردا على ذلك، قرر هؤلاء الرجال تجنيد أنفسهم والاختباء في المناطق البعيدة، بانتظار الوقت الملائم للظهور، ووقف الظلم بحقهم وبحق شعبهم.
ولسنوات، منعت الحكومة السودانية الصحفيين من إجراء تقارير من داخل دارفور، غير أن طاقم CNN دعي مؤخرا لزيارة المتمردين، بل والعيش معهم ثلاثة أيام في صحراء تشاد.
ولدى وصولنا للموقع، رحب بنا قائد المتمردين، الجنرال باندا، وحراسه في إحدى الغابات النائية، على الحدود بين تشاد والسودان.
ومن الخلال الحديث، قال المتمردون إنهم تجمعوا لتأسيس هذه الحركة بعد الهجوم الذي شنته حكومة الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم، ودمرت المنطقة عن بكرة أبيها، مما أدى إلى انتشار مخيمات اللاجئين هنا وهناك.
ويقول الجنرال علي مختار علي، من حركة التحرير والعدالة: "قبل الحرب في دارفور، لم يكن هؤلاء جنودا، بل كانوا أشخاصا عاديين، غير أن الهجوم الذي شنته الحكومة على ديارهم أجبرتهم على تجنيد أنفسهم للدفاع عن أهلهم."
وقد جاء هذا الهجوم على دارفور إثر مظاهرات استمرت لسنوات ضد الإهمال السياسي والاقتصادي الذي تشهده تلك المنطقة.
ويقول عبد الله إبراهيم البحار، من حركة التحرير والعدالة: "ليس لدينا فرص تعليم جديدة.. فإذا ذهبت للخرطوم ستجد مدارس ذات تعليم ممتاز."
واضاف: " ونحن لا نقاوم من أجل المال، وإنما من أجل الأحوال المعيشية الأفضل."
وفي سبيل إحلال السلام، عقدت قوات المتمردين مفاوضات مشتركة مع الحكومة السودانية في الدوحة، غير أن الموعد النهائي للاتفاق يوشك على الانتهاء مع نهاية العام الحالي دون نتائج.
وبينما تستمر المفاوضات السياسية عالقة، يحلم سكان دارفور بالعودة إلى ديارهم الخالية، على أمل أن تشرق شمس السودان على أرض يعمها السلام يوما ما.