واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- كشف بيان للبيت الأبيض أن جون برينان، مساعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي، اتصل بالرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، بهدف "التأكيد على أهمية القيام بخطوات قوية ضد تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية" الذي ينشط بقوة في اليمن.
وذكر البيان الأمريكي أن برينان قال لصالح إن على صنعاء توجيه الضربات للتنظيم "لإجهاض خططه الخاصة بشن هجمات إرهابية في اليمن ودول أخرى حول العالم، بما فيها الولايات المتحدة نفسها."
وأضاف البيان أن برينا شدد على متانة العلاقات الثنائية بين اليمن والولايات المتحدة، وضرورة تعزيز التعاون المشترك في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب وخاصة "التوفير السريع للمعلومات التي يمكن أن تحصل اليمن عليها بعد التحقيق مع عناصر القاعدة الذين يسقطون بقبضة أجهزة الأمن."
ونقل برينان لصالح تحيات نظيره الأمريكي للشعب اليمني الذي "يقدم التضحيات" بمواجهة القاعدة، وأعرب له عن "أسفه بسبب التصرفات الأخيرة لموقع ويكيليكس" في إشارة إلى الوثائق التي سربها الموقع وأدت إلى إحراج الرئيس اليمني وإظهار تأييده لقيام القوات الأمريكية بضربات جوية على أراضيه.
وختم برينان اتصاله مع صالح بشكره على "الالتزام الذي أبدته الحكومة اليمنية بعدم التراجع في المواجهة مع الأجندة الإجرامية للقاعدة."
ويأتي اتصال برينان بصالح بعد نحو أسبوع من خطاب ألقاه بمركز "كارنيغي للسلام،" قال فيه إن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الذي ينشط انطلاقاً من اليمن، يمثل خطراً على الولايات المتحدة يفوق الخطر القادم من التنظيم الرئيسي بقيادة أسامة بن لادن، والمتمركز في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان.
وأكد برينان، الذي يشغل أيضاً منصب مساعد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لشؤون الأمن الداخلي، إن تنظيم القاعدة في اليمن "ينشط بشكل متزايد،" واتهمه بالسعي لتجنيد عناصر مؤيدة له حول العالم "بما في ذلك الأراضي الأمريكية نفسها" على حد تعبيره.
وذكر برينان، في محاضرة كان يلقيها أن خلايا القاعدة في الجزيرة العربية "هي الأنشط على مستوى العالم وأضاف: "لقد تلقت قيادة هذا التنظيم الكثير من الدعم من قبل شخصيات موجودة في الغرب أو تحمل جنسية أمريكية، مثل رجل الدين أنور العولقي، وهي لا تسعى لجذب غربيين متواجدين خارج دولهم، بل في داخلها."
وتنشط خلايا لتنظيم القاعدة بقوة في اليمن، وهي تحظى بدعم عقائدي من رجل الدين الأمريكي الأصل، أنور العولقي، الذي بات أحد أبرز المطلوبين للولايات المتحدة.
وعثرت الشرطة الأمريكية على تسجيلات ورسائل للعولقي على أجهزة كمبيوتر خاصة بأكثر من 12 "مشتبهاً بالإرهاب" في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
كما اعترف العولقي بأنه كان على اتصال بالرائد في الجيش الأمريكي، نضال مالك حسن، المتهم بإطلاق النار داخل قاعدة "فورت هود" العسكرية بولاية تكساس، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مما أسفر عن مقتل 13 شخصاً.
وارتبط اسمه بالتحقيقات المتعلقة بالنيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، المتهم بمحاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية عشية عيد الميلاد، حيث أشارت تقارير إلى أنه جرت اتصالات بين أنور وعمر خلال فترة وجود الأخير في اليمن أواخر عام 2009.