دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قبل ساعات على انطلاق جولة الإعادة بانتخابات مجلس الشعب في مصر، شهدت محافظة الدقهلية، "كارثة"، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، وانهيار خمسة منازل على الأقل، نتيجة انهيار مئذنة مسجد، بعد أقل من أسبوعين على إنشائها بتمويل من بعض مرشحي تلك الانتخابات.
وأكدت مصادر رسمية وشهود عيان أن المئذنة، التي كان ارتفاعها يبلغ 42 متراً، انهارت بشكل أفقي في وقت مبكر من صباح السبت، في قرية "ميت العز"، التابعة لمركز "ميت غمر"، شمالي القاهرة، مما أسفر عن مصرع مواطن يُدعى بلال عبد العليم عواد، كما سقط عدد من الجرحى، أحدهم يُدعى أمين الشحات الساعي، في حالة حرجة.
وما زالت فرق الإنقاذ تحاول رفع أنقاض المئذنة والمنازل المنهارة، بحثاً عن مزيد من القتلى والجرحى، بحسب المصادر التي أفادت بأن المئذنة أُقيمت منذ أقل من أسبوعين، بتمويل من مرشحي مجلس الشعب، في محاولة لاسترضاء أهل القرية واستقطاب أصواتهم، إلا أنها لم تكشف عن هوية هؤلاء المرشحين.
ومن المقرر أن تجري جولة الإعادة الأحد، بمشاركة 566 مرشحاً، يتنافسون على 283 مقعداً في مجلس الشعب، بعدما أسفرت نتائج الجولة الأولى، التي جرت الأحد الماضي، عن حسم الصراع على 221 مقعداً، كان نصيب الحزب الوطني "الحاكم" منها 209 مقاعد، مقابل خمسة مقاعد لأحزاب المعارضة، وسبعة للمستقلين.
وبدا الحزب الحاكم أكثر إصراراً على حسم جولة الإعادة لصالحه، حيث يخوض انتخابات الأحد بـ386 مرشحاً، إذ يتنافس مرشحو الحزب فيما بينهم على غالبية المقاعد المتبقية، بينما هناك ستة مرشحين فقط لحزب "التجمع"، الحائز على مقعد وحيد من الجولة الأولى، إضافة إلى مرشح لحزبي "السلام" و"الجمهوري"، و136 مرشحاً مستقلاً.
وتتضمن كشوف المرشحين لجولة الإعادة تسعة مرشحين لحزب "الوفد"، الذي أعلن انسحابه من الانتخابات، رغم فوزه بمقعدين في الجولة الأولى، كما تتضمن الكشوف 27 مرشحاً لجماعة "الإخوان المسلمين"، التي أعلنت انسحابها من السباق الانتخابي هي الأخرى، بعدما خرجت من الجولة الأولى "صفر اليدين."
في هذا الصدد، أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط، نقلاً عن مصدر أمني مسؤول، أن وزارة الداخلية تلقت بلاغاً السبت، يفيد بقيام عناصر تنتمي لـ"التنظيم غير المشروع للإخوان المسلمين"، باختطاف عضو مجلس الشعب المنتهية ولايته، والمرشح للانتخابات الجارية، مجدي عاشور، لمنعه من خوض جولة الإعادة.
وأفاد المصدر باندلاع مشادة كلامية بين المرشح المستقل عن دائرة "النزهة" بمحافظة القاهرة، وعدد من أعضاء "الإخوان"، بسبب "إصراره على مواصلة المعركة الانتخابية في الإعادة، ورفضه الإذعان لقرار مكتب الإرشاد للجماعة المحظورة، بالانسحاب من الانتخابات."
وقالت المصادر الحكومية إنه تم إلقاء القبض على ثلاثة من أعضاء "التنظيم السري" للجماعة وبصحبتهم المرشح، أثناء مغادرتهم أحد المنازل بمدينة الإسكندرية، ولم يمكن CNN بالعربية الحصول على تعليق من جانب جماعة "الإخوان"، رغم العديد من محاولات الاتصال بعدد من نوابها السابقين.
من جانب آخر، أورد موقع "أخبار مصر" الرسمي، التابع للتلفزيون المصري، أن ستة من بين تسعة مرشحين لحزب "الوفد"، قرروا خوض انتخابات الإعادة، رغم قرار المكتب التنفيذي للحزب بالانسحاب من الانتخابات، بسبب ما أسماه "تجاوزات" شابت العملية الانتخابية.
وقال رامي لكح، أحد أبرز مرشحي الحزب بجولة الإعادة، إنه قرر العدول عن قراره بالانسحاب "نزولاً على رغبة شعبية"، مشيراً إلى أن أكثر من خمسة آلاف ناخب من أبناء الدائرة الرابعة في "شبرا"، خرجوا في مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة، حملوا فيها لافتات تطالبه بالاستمرار في السباق الانتخابي.
إلا أن حزب الوفد أصدر بياناً السبت، هدد فيه بفصل كل من يخالف قراره بالانسحاب من جولة الإعادة من انتخابات مجلس الشعب، كما أكد أن الهيئة العليا للحزب تقوم ببحث "إستراتيجية التحرك الحزبي والسياسي والقانوني، لملاحقة مجلس الشعب القادم، وإسقاط قانونيته."
من جانبه، جدد الأمين العام للحزب الوطني، صفوت الشريف، تأكيده على "شرعية" مجلس الشعب الجديد، وذلك من خلال ما وصفها بـ"بإرادة الناخبين، وبنظام انتخابي، وطبقاً لما حدده القانون، وليس ما يريده أو يحدده أفراد أو حزب"، كما شدد على قوله إن "مصر فوق الأحزاب والأفراد."
وحول أسباب انسحاب بعض المرشحين من جولة الإعادة، قال أمين عام الحزب الحاكم، إن "الأصوات التي حصلوا عليها كانت صادمة لهم في الجولة الأولى"، وأشار إلى أن أصوات جولة الإعادة تشير إلى "فوز مستحق وواسع" لمرشحي الحزب الوطني، بحسب قوله.