دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- جدد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، تأكيده على رفض كل من القيادتين الفلسطينية والمصرية العودة إلى مفاوضات السلام المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، في ظل استمرار الأنشطة الاستيطانية في "الأراضي المحتلة"، كما أكد عدم وجود "لقاءت سرية" مع الإسرائيليين.
وشدد رئيس السلطة الفلسطينية، في مؤتمر صحفي بالقاهرة الخميس، عقب لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك، على ضرورة إيجاد ما أسماها "مرجعية واضحة لعملية السلام"، خاصةً بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً وقف جهودها لدفع الجانب الإسرائيلي على تجميد الاستيطان.
وقال عباس: "لا نعرف بالضبط ما جرى بين إسرائيل وأمريكا، وسنعرف ذلك خلال الأيام القليلة القادمة، والمحصلة سنعرضها على لجنة المتابعة العربية، وبعد اجتماع هذه اللجنة سنلتقي مع القيادة الفلسطينية لنأخذ قراراً"، في إشارة إلى الاجتماع العاجل الذي من المقرر أن تعقده لجنة المتابعة العربية الأسبوع المقبل.
وحول نتائج مباحثاته مع الرئيس المصري، والتي تأتي بعد جولة أوروبية، قال: "نحن في القاهرة بعد جولة قمنا بها في تركيا واليونان، وصباح اليوم (الخميس) أجرينا محادثات معمقة مع الرئيس مبارك، وهذه الجلسة تناولت ماذا بعد؟ وماذا سيأتي بعد؟" وفق ما نقلت وكالة "وفا" الفلسطينية للأنباء.
وتابع أن هناك مشاورات مع الإدارة الأمريكية، مشيراً إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام، السيناتور جورج ميتشل، الذي سيصل إلى المنطقة الاثنين، وأكد أنه "مهما كانت النتائج والمشاورات، موقفنا وموقف الرئيس مبارك يقوم على أنه لن نقبل مفاوضات مع بقاء الاستيطان."
وأشار أبو مازن إلى أنه تلقى مؤخراً اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، وصفه بأنه "لم يحمل أي جديد"، وتابع أن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، توجه إلى واشنطن، "لنعرف ماذا جرى بين الأمريكيين والإسرائيليين."
وحول ما إذا كانت هناك مفاوضات "غير معلنة"، قال رئيس السلطة الفلسطينية إن "عريقات سيتشاور مع كلينتون وميتشل فقط، ولن يكون هناك لقاءات من وراء الستار بينه وبين إسرائيل، وعندما يعود سيأتي ميتشل أيضاً."
من جانبها، لفتت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إلى أن المباحثات بين الرئيسين مبارك وعباس في القاهرة، تناولت "الخيارات والبدائل"، التي يمكن أن تلجأ إليها السلطة الفلسطينية، لإنقاذ عملية السلام، والخروج من المأزق الراهن.
كما تطرقت المباحثات، التي حضرها رئيس المخابرات المصرية، عمر سليمان، بحسب موقع "أخبار مصر" التابع للتلفزيون المصري، إلى مسألة المصالحة الوطنية بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة.
وكانت مصادر إسرائيلية قد أعلنت الأربعاء، أن الولايات المتحدة تسعى لوضع خطة جديدة تهدف إلى استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك رغم إعلان واشنطن رسمياً وقف مساعيها لدى الحكومة الإسرائيلية، الرامية إلى تجميد الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية.
واستعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، آخر التطورات السياسية في أعقاب إعلان الولايات المتحدة عن تخليها عن مطالبة إسرائيل بتجميد أعمال البناء في المستوطنات، وسعيها لوضع "مسار جديد" للمفاوضات.