الحوثي يؤكد حرصه على نجاح التهدئة
صنعاء، اليمن (CNN) -- نفى مكتب عبدالملك الحوثي، زعيم المتمردين في مناطق شمالي اليمن، أن تكون عناصر تابعة له قد خرقت وقف إطلاق النار مع الحكومة، وقالت مصادر من المكتب السبت إن المسؤولين عن محاولة اغتيال وكيل الداخلية اليمنية، اللواء محمد القوسي، هم "تجار الحروب."
وأكد المصدر أن الحوثي أمر عناصر بالاستعداد لنزع الألغام وفتح الطرقات، كما سمح للجيش اليمني بانتشال الجثث في منطقتي الصحن وآل عقاب، مضيفاً أن الحوثي مستعد لتقديم مبادرات فورية بعد تثبيت وقف إطلاق النار لإثبات حسن النية ومن أجل البدء في تنفيذ النقاط الست.
ونقل الموقع الرسمي للحوثيين عن المصدر قوله إن زعيم المسلحين بعث برسالة للجنة الأمنية العليا أعرب فيها عن "استعداده لعدم التدخل في شئون السلطة المحلية بأي شكل من الأشكال، وطالب بانضمام الحوثيين إلى اللجان المكلفة بالإشراف على تنفيذ النقاط الست وكذلك مشاركة اللقاء المشترك الذي يضم مجموعة من أحزاب المعارضة."
وأضاف المصدر أن الحوثي شدد عبر الوسيط، علي ناصر قرشة، "حرصه على السلام وتأكيداته على تنفيذ الخطوات الفورية بعد وقف الحرب، وكذلك السعي إلى تنفيذ النقاط الست جنباً إلى جنب مع مطالبهم المشروعة وصولاً إلى إغلاق الملف بشكل نهائي وإنهاء الحرب بلا رجعة في محافظة صعدة وغيرها من المناطق."
ونفى المصدر ما تردد عن تعرض اللواء القوسي لمحاولة اغتيال من قبل الحوثيين، وقال إن "تجار الحروب هم من يسعى إلى إثارة مثل ذلك،" وتحدث عن وجود خروقات من جانب الحكومة عبر استمرار الزحف في مناطق المنزالة وصعدة لكنه أشار إلى أن الحوثيين "يعتبرونها أمر طبيعي ولا يفضلون الحديث عنها لإفساح المجال أمام السلام."
وعلى خط مواز، نقلت وكالة الأنباء اليمنية أن محافظ صعدة، طه عبد الله هاجر، التقيى السبت رئيس وأعضاء اللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذ النقاط الست وآلياتها التنفيذية لإحلال السلام.
وأكد هاجر استعداد قيادة المحافظة التعاون الكامل مع اللجنة، وتذليل كافة الصعاب أمام عملها، مشددا على ضرورة التزام عناصر التمرد بتنفيذ الشروط الستة دون مراوغة أو مماطلة للوصول إلى الأهداف المنشودة وتحقيق الأمن والاستقرار الكامل.
من جهته أشار رئيس اللجنة علي أبو حليقة إلى أن اللجنة تشكلت من أعضاء من مجلسي النواب والشورى وأعضاء من المعارضة والحزب الحاكم، وأن أول مهام اللجنة هو الإشراف على فتح طريق صعدة باقم.
من جهته، قال محمد العماد أمين عام المجلس المحلي في صعدة لموقع "المؤتمر نت" التابع لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، إن الجبهات لم تشهد السبت خروقات لوقف إطلاق النار.
وكانت صنعاء قد اتهمت المتمردين الحوثيين الجمعة بخرق وقف إطلاق النار بعد ساعات من دخوله حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس، عبر محاولة اغتيال القوسي، الذي قالت إنه "نجا من المحاولة التي نفذتها عناصر إرهابية حوثية صباحا بمحافظة صعدة."
وأضافت مصادر يمنية رسمية أن الحوثيين قتلوا جندياً يمنياً في منطقة أل عقاب وتسببوا بجرح آخرين بعد إطلاق النار عليهم "رغم التزام الجيش والأمن بقرار وقف إطلاق النار،" الذي كان زعيم المسلحين، عبدالملك الحوثي، قد أعلن موافقته عليه.
وأوضح اللواء القوسي أن سيارته "تعرضت لوابل من الرصاص في محاولة اغتيال من قبل عناصر تخريبية حوثية أثناء زيارة له لتفقد أفراد القوات المسلحة والأمن."
يذكر أن النقاط الست التي ضمنت وفق إطلاق النار في صعدة تنص على "الالتزام بوقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام والنزول من المرتفعات،" و"الانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية،" و"إعادة المنهوبات اليمنية والسعودية،" و"إطلاق المحتجزين،" و"الالتزام بالنظام والقانون،" و"الالتزام بعدم الاعتداء على السعودية."
وفي السعودية، اعتبر الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، أن اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة اليمنية والحوثيين "هو شأن داخلي وأن للمملكة مطالب معروفة للجميع."
وقال الأمير السعودي، في تصريح صحفي عقب افتتاحه معرض القوات المسلحة السبت، إن الاتفاق هو ما بين الحكومة اليمنية والمتمردين، مضيفاً أن المملكة العربية السعودية "لا تتحدث مع المتمردين ولا تتحدث مع أي طرف آخر إلا من خلال الحكومة اليمنية."
وتابع الأمير خالد بالقول: "مطالبنا بكل بساطة معروفة، وهي عدم بقاء أي متسلل على أراضينا، وهذا الحمد لله حققناه، ليس برغبة منهم بل بقوة منا لاستعادة جميع الأراضي السعودية. الشيء الثاني أن يحل الجيش اليمني على الحدود السعودية اليمنية مقابل لقواتنا لنضمن عدم التسلل أو عدم دخول أي زمرة متسللة."
وأضاف: "الشيء الثالث هو إعادة أسرانا، هناك خمسة أسرى يجب إعادتهم وأعطوا مهلة 48 ساعة، ولا أستطيع أن أعلق أكثر من هذا،" وشدد على الجيش السعودي سيرابط على الحدود الجنوبية مع اليمن ليساند حرس الحدود، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية.