بيرد يتحدث إلى فلسطيني في غزة
القدس (CNN) -- بعد زيارتين قام بهما العام الماضي، عاد عضو الكونغرس الأمريكي، الديمقراطي بريان بيرد، إلى واشنطن إثر زيارة ثالثة قام بها إلى قطاع غزة، ليكون بالتالي العضو الديمقراطي الذي قضى في غزة أكثر من أي عضو آخر في الكونغرس الأمريكي، وليخرج في نهاية المطاف بانطباع "غير مشجع" لما رآه هناك.
وطالب بيرد زملاءه بزيارة المنطقة للوقوف على الأوضاع بأنفسهم دون الاعتماد على زيارات ترعاها جماعات المصالح، في دعوة منه لكسر الحصار المفروض على القطاع وتوفير المساعدات الإنسانية الطارئة.
وقال بيرد: "لو حدث هذا وجئتم إلى هذه المنطقة وتجولتم بصحبة أناس يريدون منكم رؤية ما يريدونه منكم رؤيته وسماع الحكايات التي يرغبون هم منكم أن تسمعوها، فإنكم لن تحصلوا على الانطباع بما يجري حقيقة على الأرض.. وإذا لم تتمكنوا من رؤية الأمور بأنفسكم، فإنكم ستظلون مقتنعين بالرواية الرسمية للأحداث."
وأوضح أن المجتمع الدولي، وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، لم تفعل ما فيه الكفاية لمساعدة حوالي 1.5 مليون فلسطيني في غزة، تركوا غير قادرين على إعادة الإعمار والبناء بعد الحرب بسبب الحصار الإسرائيلي والمصري المفروض على القطاع منذ سيطرة حماس عليه عام 2007.
واتهم عضو الكونغرس الأمريكي البيت الأبيض بعدم الضغط الكافي على إسرائيل للسماح بإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، داعياً بلاده إلى تنفيذ عملية إحادية الجانب على غرار عملية رفع الحصار عن برلين، بحيث تقدم المساعدات بواسطة السفن الحربية بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وأضاف "لقد تعهد الرئيس باراك أوباما في خطابه من القاهرة في حزيران 2009 وكذلك وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في خطاباتها العديدة وأيضا المجتمع الدولي تعهدوا جميعا بمساعدة الفلسطينيين، وأن الاستنتاج الذي توصل إليه في زيارته الأخيرة لغزة هو أن هذه التعهدات لم تتحقق وأن الفلسطينيين بقي لديهم القليل من الأمل في المستقبل."
وقال إن مثل هذه الخطوة ستكون في مصلحة الشعب الأمريكي الذي "سيقول إننا لن نقبل أن نترك شعباً من المدنيين الأبرياء في مثل هذه الظروف التي ترك فيها هؤلاء الناس، ونحن لن نضيع الوقت في التفاوض بشأن الباستا أو الحمص"، في انتقاد ضمني لإسرائيل، التي إلى جانب منعها معظم المواد عن غزة، فإنها ترفض أيضاً توريد بعض أنواع الطعام الأساسية.
وأثارت دعوة بيرد وتصريحاته جدلاً بين الجماعات اليهودية، فقد وصف ائتلاف اليهود الجمهوريين خطة كسر الحصار عن غزة التي طرحها بيرد بأنها "مربكة وخيالية"، وطالب أوباما بنبذ تصريحات عضو الكونغرس.
ورفض بيرد الانتقاد التي تعرض لها بشدة.
وقال: "ما يؤرقني أن هناك اعتقاداً في النظام السياسي الأمريكي اليوم بأنه إذا تحدثت عن حقوق الشعب الفلسطيني، فإنه لا ينظر إليك بطريقة ما باعتبارك أمريكياً مخلصاً أو صديقاً لإسرائيل.. إنني صديق قوي وحميم لإسرائيل."
وأوضح أنه لا يرى أن السياسات الإسرائيلية فيما يخص القطاع عادلة، و"أنها ستعرض أمن إسرائيل للخطر" وكذلك أمن الولايات المتحدة.