عناصر من حماس بحفل تأبين المبحوح
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN) -- كشف مصدر مطلع على التحقيقات الجارية حول عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس،"
محمود المبحوح، على يد مجموعة تحمل جوازات سفر أوروبية في فندق بإمارة دبي، أن المسؤولين الإماراتيين اتصلوا بنظرائهم في النمسا لمناقشة إمكانية أن يكون القتلة أسسوا في ذلك البلد "غرفة اتصال وتحكم" للعملية.
وذكر المصدر لـCNN بالعربية الأحد، أن الجانب الإماراتي "اتصل بالنمساويين وبدأ العمل على هذه القضية،" مضيفاً أن المشتبه بهم سبق لهم أن دخلوا إلى دبي قبل تنفيذ الاغتيال، وذلك نهاية عام 2009، في ما يعتقد أنها زيارة تهدف لجمع المعلومات والتخطيط ورسم الخرائط.
ولفت المصدر إلى تحسن في أجواء التعاون مع "الدول الصديقة" للإمارات من خلال تبادل المعلومات المتعلقة بالمشتبه بهم، إلى جانب قضايا أخرى.
ضاحي خلفان: "عميل" من حماس ساعد الجناة على تصفية المبحوح
وكان قائد عام شرطة إمارة دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، الفريق ضاحي خلفان، قد أشار إلى ضلوع عنصر من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في عملية إغتيال القيادي بالحركة، محمود المبحوح، الشهر الماضي، من خلال تسريب معلومات عن وصوله للبلاد.
وأشار خلفان في تصريحات نقلتها صحيفة "الخليج" الإماراتية الأحد، إلى أن هذا الشخص، وهو معتقل حاليا لدى الشرطة في دبي، كان الوحيد الذي على علم بقدوم المبحوح، وسرب المعلومات، الأمر الذي يجعله "القاتل الفعلي."
وكان المسؤول الأمني قد أكد خلال مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي للإعلان وكشف المشتبه فيهم بارتكاب الجريمة، أن أمن المبحوح كان مخترقاً قبيل وصوله إلى دبي، وأشار إلى اعتقال فلسطينيين على خلفية عملية الاغتيال.
ورفض قائد شرطة دبي طلب "حماس" تسلم الفلسطينيين المعتقلين في دبي على ذمة القضية، ودعا القيادي في الحركة محمود الزهار، لإجراء تحقيق داخلي عن كيفية تسريب المعلومات عن وصول المبحوح، قبل أن يطالب بتسليم المعتقلين.
وكان الإعلان عن اعتقال الفلسطيين الأسبوع الماضي قد فتح حملة اتهامات بين الحركة، التي تسيطر على قطاع "غزة" من جهة، والسلطة الفلسطينية برام الله، حيث زعم كل منهما بأن المعتقلين هما من عناصر الطرف الثاني.
ويذكر أن "حماس" أشارت السبت إلى أن احدى الثغرات الأمنية في تحركات المبحوح كانت بحجزه لترتيبات سفره عبر الإنترنت، والإتصال بأسرته في غزة وأبلاغهم نيته السفر إلى دبي والنزول في فندق "البستان روتانا".
وتتنافى هذه التصريحات مع ما سبق وأعلنته الحركة من أن المبحوح كان يتنقل بخفاء وحذر تحسباً من الملاحقة والاغتيال.
والأحد، أعلنت "حماس أنها ستستغل كافة الإمكانات القانونية لملاحقة قادة جهاز الموساد الإسرائيلي والرد على قتل المبحوح، داعية المجتمع الدولي بضرورة ملاحقة القادة الإسرائيليين بأعتبارهم "مجرمي حرب."
هذا وقد أدعت حركة "حماس" أنها على إطلاع على هوية أحد الفلسطينيين المعتقلين في دبي، وقالت إن أسمه، أنور جمال أسعد شحبير، وأنه ضابط برتبة نقيب في "الأمن الوقائي" التابع للسلطة الفلسطينية، وفق المركز الفلسطيني للإعلام.
وقد أشارت السلطات الأمنية في دبي إلى أن خلية تصفية المبحوح شملت ما بين 11 إلى 17 شخصاً، وأصدرت مذكرات اعتقال بحق 11 أجنبياً يحملون جوازات، سفر بريطانية وأيرلندية، وفرنسية وألمانية، اتضح لاحقاً أن جوازات بعض المشاركين لمواطنين إسرائيليين يحملون جوازات سفر غربية.
واتهمت الموساد الإسرائيلي بتنفيذ الجريمة، التي كشفت كاميرات أمنية بعض تفاصيلها، غير أن الحكومة الإسرائيلية وجهازها التجسسي التزما الصمت المطبق إزاء تلك الاتهامات.
ونقلت تقارير إسرائيلية أن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، الذي سيشارك في اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل الاثنين، سيتعرض للمسألة من وزراء خارجية الدول الغربية، التي استخدم المنفذون هويات سفر خاصة بدولهم في تنفيذ الجريمة.
والأحد، اجتمع أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات بسفراء الدول الأوروبية في الدولة لإطلاعهم على سير التحقيقات الجارية حول الجريمة، وطلب مساعدتهم في هذا الشأن، على ما أوردت وكالة الأنباء "وام".