جرى تمديد عزل الضفة الغربية لثلاثة أيام أخرى
القدس (CNN)-- مدد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، السبت، إغلاق الضفة الغربية، الذي كان من المقرر رفعه مبدئياً الليلة الماضية، حتى منتصف ليل الثلاثاء، وذلك بعد ما وصفها بـ"تقييمات إضافية للوضع، اعتمدتها المؤسسة الدفاعية"، وفق مسؤولين إسرائيليين.
جاء قرار الإغلاق الشامل للضفة الغربية، بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية لخطط مثيرة للجدل ببناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الكوادر الطبية والمرضى ورجال الدين ووسائل الإعلام وفرق الإغاثة، مخول لهم حرية التنقل إلى داخل وخارج الضفة.
وشددت الإجراءات الأمنية حول المدينة القديمة، وفق الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية، ميك روزنفيلد، الذي أشار إلى نشر أعداد كبيرة من قوات الأمن في القدس الشرقية، للحيلولة دون وقوع أعمال شغب واندلاع مواجهات.
وكانت القوات الإسرائيلية قد فرضت، منذ مساء الخميس، حصاراً مشدداً على البلدة القديمة في القدس، ومنعت الرجال ممن هم دون سن الخمسين من دخول المسجد الأقصى لأداء الصلوات، كما نشرت الآلاف من عناصرها على أبواب المسجد، وعلى جميع مداخل البلدة، بالإضافة إلى قوات أخرى انتشرت في أنحاء وأزقة المنطقة ووضعت الحواجز والمتاريس العسكرية.
وقالت القوات الإسرائيلية إن حشد المزيد من قواتها في البلدة العتيقة ومحيطها، يأتي بناءً على وجود معلومات استخبارية تشير إلى احتمال وقوع مواجهات.
واضطر المئات من المصلين إلى أداء صلاة الجمعة خارج المسجد الأقصى، بعد أن منعتهم قوات الشرطة الإسرائيلية من دخوله.
إلى ذلك، أثار قرار إسرائيل بناء 1600 وحدة سكنية بالقدس ردود فعل غاضبة من الولايات المتحدة، حيث نددت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، بشدة بالقرار واصفة إياه بأنه "إهانة للولايات المتحدة"، لكنها شددت على أن متانة العلاقات بين البلدين لا يمكن أن تتأثر بسبب الخلاف حول هذه القضية.
وقالت كلينتون، في لقاء مع CNN: "علاقتنا (بإسرائيل) جيدة وقوية، وهي متجذرة بالقيم المشتركة التي تجمعنا، ولكن علينا أن نوضح لأصدقائنا الإسرائيليين، أن خيار السلام القائم على دولتين، والذي قلنا إننا ندعمه، يتطلب القيام بخطوات لبناء الثقة بين الطرفين" الفلسطيني والإسرائيلي.
وعلى الجانب الفلسطيني، قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن رئيس السلطة الوطنية، محمود عباس، أبلغ الجانب الأمريكي بالصعوبات الجمة التي تعترض التوجه إلى أي محادثات دون إلغاء القرار الإسرائيلي ببناء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية، والتعهد بعدم طرح أي عطاءات أو إجراء نشاطات استيطانية في المستقبل، وفق الإذاعة الإسرائيلية.
وأوضح عريقات أن الفلسطينيين ينتظرون الرد الأمريكي خلال زيارة المبعوث جورج ميتشيل القريبة للمنطقة.
وبدورها، استنكرت اللجنة الرباعية الدولية في بيان الجمعة، القرار الإسرائيلي بالموافقة على بناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية، ودعت مختلف الأطراف المعنيين إلى دعم استئناف سريع للحوار.
وفي بيان نشرته الأمم المتحدة، نبهت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى أن "أي عمل آحادي الجانب يتخذه أحد الأطراف، ينبغي ألا يؤثر في نتائج المفاوضات، ولن يعترف به المجتمع الدولي".