حوادث الاختطاف أصبحت شائعة قبالة سواحل الصومال.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لقي قرصان مصرعه واعتقل العديد الأربعاء أثناء إحباط محاولة اختطاف سفينة قبالة سواحل الصومال، في ثالث حادث من نوعه خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية.
وقالت القوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، إنها فتحت نيرانها على القراصنة خلال محاولة مهاجمة السفينة "MV الميزان" التي ترفع علم بنما، وكانت متجهة إلى مقديشو.
وأوقفت القوة الأوروبية ثلاثة قوارب للقراصنة واحتجزت ستة مشتبهين، فيما عثر على الضحية الذي توفي متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال تبادل إطلاق النار.
وجاءت المحاولة الثالثة بعد اختطاف القراصنة لسفينتي شحن قرابة سواحل الصومال الثلاثاء.
وأعلنت القوات البحرية الأوروبية، الثلاثاء، أن القراصنة خطفوا سفينة تركية ترفع علم مالطا، وعلى متنها طاقمها المؤلف من 21 شخصا، وهم 19 تركيا وأوكرانيان.
ووفقا للمعلومات المتوافرة، فإن السفينة المخطوفة "أم. في. فرجيا،" كانت متجهة من بور سعيد في مصر إلى كاوسيشانغ في تايلاند، إلا أنها غيرت مسارها، ويبدو أنها تتجه إلى ما يسمى بمرفأ القراصنة على الساحل الصومالي.
وهذه هي ثاني سفينة تختطف الثلاثاء، بعد السفينة "MV تلكا" وترفع علم برمودا، التي احتجزها القراصنة في "خليج عدن."
وذكرت القوة الأوروبية "ناف-فور" إن السفينة المملوكة لجزر فيرجين، اختطفت أثناء إبحارها من ميناء "سخنة" في مصر إلى "بوشهر" الإيراني، وعلى متنها 25 بحاراً، منهم 23 يحملون الجنسية السيرلانكية بالإضافة إلى فلبيني وسوري.
وجاءت تلك التطورات خلال أقل من أسبوعين، بعد أن نجح القراصنة في خليج عدن باختطاف ناقلة نفط نرويجية من المياه الواقعة قبالة سواحل مدغشقر، وعدلوا مسارها إلى السواحل الصومالية.
وتزامن ذلك مع إعلان القوات الأوروبية احتجاز 28 قرصاناً بعد مجموعة من العمليات الفاشلة التي شنوها بالمحيط الهندي ضد سفن لصيد الأسماك، والتي انتهت بمواجهات أدت لإغراق مركبين عائدين لهم.
وفي تطور لافت، أصبح أمام السفن خطر آخر غير القراصنة، إذ حذرت مصادر استخباراتية أمريكية، الاثنين، من أن السفن التجارية والعسكرية التي تبحر قبالة السواحل اليمنية معرضة لهجمات قد يشنها مسلحو تنظيم القاعدة.
وقال مكتب الاستخبارات في البحرية الأمريكية إن هناك معلومات "تقترح أن القاعدة مهتمة بشن هجمات بحرية،" على السفن التجارية والعسكرية، في "مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وخليج عدن."
ولم يوضح مسؤولو الاستخبارات طبيعة تلك الهجمات، وكيف سيتم تنفيذها، لكنهم قالوا إنها قد تكون شبيهة بتلك التي تعرضت لها المدمرة الأمريكية "يو أس أس كول،" في أكتوبر/تشرين أول عام 2000.
ويقع اليمن على مدخل مضيق باب المندب، وهو من أهم الممرات الملاحية في العالم، الذي حال أغلق، فسيمنع الوصول إلى قناة السويس عند المدخل الشمالي للبحر الأحمر.
وكان جناح تنظيم القاعدة في اليمن دعا في تسجيل صوتي في فبراير/شباط، إلى "السيطرة على مضيق باب المندب،" معتبراً أن ذلك "سيغلق الباب ويضيّق الخناق على اليهود،" ودعا المسلحين في اليمن إلى مواصلة القتال.
ويوم السبت، قال توماس كونتريمان، مساعد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الأمنية والسياسية، إنه من الخطأ الربط بين عمليات القرصنة وتنظيم القاعدة، ولكنه أقر بأن الأخير قد يلجأ لهذا الأسلوب بهدف جمع المال اللازم لعملياته، بعدما "تورط في شبكات للاتجار بالبشر والمخدرات والسلاح"، على حد تعبيره.
وأشاد كونتريمان بالقوات الدولية العاملة بالمياه الدولية المجاورة للصومال، ودعا أصحاب السفن إلى اعتماد إجراءات دفاعية، وقال إن واشنطن سبق أن فرضت ذلك على السفن التي تقوم بنقل مؤن أمريكية لأفريقيا، وقد حقق ذلك نجاحاً كبيراً.
ولدى سؤاله عن الروابط بين تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية وحركة الشباب الصومالية، قال المسؤول الأمريكي: "هناك بعض التعاون بينهما، ولكنهما ليسا فصيلاً واحداً، والنظر إليها على هذا الأساس غير صحيح سياسياً."