الرئيس السوداني عمر البشير مرشح للفوز بفترة رئاسية جديدة
الخرطوم، السودان (CNN)-- قال مسؤولون في الأمم المتحدة إن مفوضية الانتخابات السودانية، قررت الاثنين، تمديد التصويت في الانتخابات يومين حتى 16 أبريل/نيسان، لاتاحة الفرصة لمزيد من الناخبين في المشاركة.
وقد شهد اليوم الأول من الانتخابات التي بدأت الأحد وتستمر ثلاثة أيام، بعض "الأخطاء الفنية"، التي رصدتها لجان المراقبة الوطنية والدولية، كما أقرت المفوضية القومية للانتخابات بوجودها، وأكدت سرعة العمل على تداركها، فيما اعتبر الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، أن مثل هذه الأخطاء تعتبر متوقعة في بلد لم يشهد إجراء انتخابات منذ ما يقرب من 24 عاماً.
وسادت حالة من الارتباك خلال الساعات الأولى لعملية التصويت في عدد من مراكز الاقتراع، خاصةً في جنوب السودان، حيث لم يجد عدد من الناخبين أسماءهم في الكشوف الانتخابية، بينما شكا آخرون من صعوبة التصويت في الانتخابات الرئاسية، التي يتنافس فيها 12 مرشحاً، مع عدم توافر صور شخصية للمرشحين، خاصةً في المناطق التي ترتفع فيها نسبة الأمية.
ويشارك نحو 750 مراقباً أجنبياً، بالإضافة إلى ما يزيد على 18 ألف مراقب محلي، في متابعة الانتخابات وتقديم المساعدات للناخبين، منهم الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، الذي يقود بعثة "مركز كارتر" لمراقبة أول انتخابات رئاسية تعددية تشهدها السودان، منذ ما يقرب من ربع قرن، يتنافس فيها 12 مرشحاً لرئاسة الجمهورية ومرشحان لرئاسة حكومة الجنوب.
وبعد تفقده عدد من اللجان الانتخابية في العاصمة الخرطوم، قال كارتر، في تصريحات لـCNN الأحد، إنه تلقى "تقارير متباينة" بحدوث بعض المشكلات في عدد من مراكز الاقتراع، وتابع قائلاً: "معظم المشكلات التي شاهدتها هذا الصباح، تبدو منطقية في طبيعتها، وتم تصحيحها، على الأقل في محيط الخرطوم"، إلا أنه أشار إلى أن بعض المشكلات كانت متوقعة "في بلد لم يشهد إجراء انتخابات منذ 23 عاماً، أو ما نحو ذلك."
وأضاف الرئيس الأمريكي الأسبق أمه يعتزم زيارة مدينة جوبا، كبرى مدن جنوب السودان، في وقت لاحق الاثنين، حيث قام رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان، سلفاكير ميار ديت، والذي يُعد رئيس الإقليم الجنوبي، بالإدلاء بصوته في أول انتخابات يشارك فيها طوال حياته.
وعن الأخطاء التي شابت اليوم الأول للانتخابات، فقد ذكرت مفوضية الانتخابات أن بعضها يتعلق بوضع رموز مرشحي دائرة قومية واحدة، ودائرة ولائية واحدة، وقائمة المرأة للمجلس الوطني في ولاية "النيل الأبيض"، مشيرة إلى أن هذه البطاقات، التي وقع فيها الخطأ، من البطاقات التي طبعت في جنوب أفريقيا وبريطانيا.
وأكدت المفوضية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سونا"، أنه "تم إعادة طباعة هذه البطاقات بوجود ممثلي بعثه الاتحاد الأوروبي للمراقبة، وشحنها بالطائرة إلى مطار "كنانة"، حيث جرى توزيعها ظهر اليوم (الأحد) على مراكز الاقتراع بالولاية، التي باشرت عملها بالفعل"، وذكرت أنه "سوف يتم تعويض الوقت الضائع للانتخابات بهذه الولايات، عن طريق زيادة ساعات الاقتراع خلال اليومين القادمين."
كما أشارت المفوضية إلى وقوع بعض الأخطاء الفنية، التي صاحبت توزيع بطاقات الاقتراع على 36 مركزاً من مراكز الاقتراع بولاية الخرطوم، البالغ عددها 821 مركزاً، حيث جرى بعض الخلط في توزيع بطاقات الاقتراع المختلفة، وأكدت أنه تم تصحيح هذا الخطأ بإعادة توزيع البطاقات الصحيحة إلى المراكز المعنية.
وتابع بيان المفوضية أنه "بخلاف هذه الأخطاء الفنية العادية، فإن التقارير الواردة من الولايات جنوب السودان، ودارفور، وبقية الولايات الأخرى، تشير إلى أن عملية الاقتراع تسير بصورة طبيعية ومستقرة"، وتابعت أنها ستظل في "حالة انعقاد دائم، لمتابعة سير عمليات الاقتراع، لاتخاذ التدبير اللازمة لمعالجة ما قد يحدث من أخطاء."
من جانبها، أكدت البعثة العربية الأوروبية المستقلة لمراقبة الانتخابات، في بيان صحفي، أن "عملية الاقتراع في يومها الأول، تراوحت بين أجواء اتسمت بالإيجابية، واستياء من خروقات متفاوتة في تأثيرها على مسار العملية الانتخابية، ويجرى حالياً التحقق من صحتها وطرق معالجتها من قبل المفوضية القومية للانتخابات."
وقال البيان: "لقد شهدنا في اليوم الأول من عملية الاقتراع، ما كان يمكن أن يطعن بمصداقية النتائج لو قيد له أن يستمر، لكن التدخل الجاد والمسؤول للمفوضية، تجاوباً مع الشكاوى التي تقدمنا بها، ومحاولة تدارك الأمر، فيه ما يبعث على الاطمئنان"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية.