الشيخ عبدالله بن زايد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أكد وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن بلاده ستواصل ملاحقة قتلة القيادي العسكري في حركة حماس، محمود المبحوح، الذي تتهم الإمارات الاستخبارات الإسرائيلية باغتياله خلال وجوده بأحد فنادق إمارة دبي مطلع العام الجاري.
وقال الشيخ عبدالله إن السلطات المعنية "ستلاحق المشتبه بهم في القضية بشكل قانوني ومنظم يوضح أن دولة الإمارات بلد القانون والتقدير والاحترام، مشيراً إلى أن الرسالة "ليست لإسرائيل فقط وإنما لمختلف دول العالم،" وانتقد موقف إيران في الخلاف حول الجزر الثلاث المتنازع عليها يبن البلدين، وقال إن الاحتلال هو نفسه بكل مكان، وإن كان لا يقارن بين إيران وإسرائيل.
وتابع الوزير الإماراتي، في جلسة استماع نظمها المجلس الوطني الاتحادي "البرلمان" لمناقشة موضوع سياسة وزارة الخارجية الثلاثاء: "الإمارات تحترم سيادة الدول ومبدأ عدم التدخل في شؤونها وعلى الدول الأخرى أن تقوم بالمثل، لأن الإمارات لا تسمح لأي شخص أو لأي دولة بالقيام بعمل فوضوي وغير قانوني على أراضيها وستحاسب وتلاحق كل من تسول له نفسه ذلك."
وكانت شرطة دبي قد كشفت في 19 يناير الماضية عن اغتيال المبحوح في أحد فنادق الإمارة خلال توقفه فيها تمهيداً للسفر إلى السودان ومنها إلى الصين، وبعد أيام كشفت عن أسماء 25 متهماً قالت إنهم من عناصر الموساد الإسرائيلي، وقد دخلوا أراضيها بجوازات سفر أوروبية، إلى جانب اثنين من أصول فلسطينية.
وقامت الشرطة الدولية (الانتربول) بإدراج أسماء المشتبه بهم ضمن قائمة المطلوبين أو "القائمة الحمراء،" بموجب طلب من سلطات دبي.
الموقف من إيران
ولدى سؤال أحد أعضاء المجلس عن الموقف الرسمي حيال إيران، التي تتهمها الإمارات باحتلال ثلاث جزر تابعة لها، قال الشيخ عبدالله، إن ملف الجزر: "يشكل عاملا سلبيا في العلاقة بين البلدين وستظل مؤلمة بالنسبة لكل مواطني الإمارات."
وعلق الوزير الإماراتي على تمسك إيران بسيادتها على الجزر ووصفها للخلاف حولها بأنه أمر ناتج عن "سوء فهم" بالقول: "احتلال أي أرض عربية هو احتلال وليس سوء فهم، ولا فرق بين احتلال إسرائيل للجولان أو لجنوب لبنان أو للضفة الغربية أو غزة فالاحتلال هو الاحتلال ولا توجد أرض عربية أغلى من أرض عربية أخرى،" وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية.
وأضاف: "كإماراتي لابد أن أكون أكثر حساسية لاحتلال جزء من الإمارات من أي أرض عربية أخرى وإلا يكون المرء كمن يكذب على نفسه،" لكنه استطرد بالإشارة إلى أنه "لا يقارن بين إسرائيل وإيران،" إلا أنه يشير لكون الاحتلال أمر "غير قانوني في العرف العربي كما هو غير قانوني إسلاميا ودوليا."
وانتقد الشيخ عبدالله ما وصفه بـ"موقف إيران المتعنت والرافض لكل مبادرات الإمارات لحل القضية بالتفاوض المباشر أو التحكيم الدولي،" واتهما بعدم السماح بالتواصل مع سكان الجزر أصحاب الأصول الإماراتية، ومنه وصول المساعدات ومواد البناء أو الخدمات الأخرى إليهم.
وكانت إيران قد سيطرت على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى عسكريا في 30 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1971، في حقبة نظام الشاه قبل الثورة الإسلامية، وذلك قبل أيام على قيام الاتحاد بين الإمارات المكونة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 1971.
وتطالب الإمارات باستعادة السيطرة على تلك الجزر التي كانت تتبع قبل الاتحاد لإماراتي الشارقة ورأس الخيمة، في حين تصر إيران على أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها.