ميتشل ونتنياهو في زيارة سابقة للأخير إلى المنطقة
رام الله، الضفة الغربية (CNN) -- أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الخميس أنه حكومته لن توقف النشاط الاستيطاني في القدس الشرقية رغم مطالبة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وأبدى استعداده لإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود مؤقتة، وفي الأثناء، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، التزام أوباما بحل قضايا المرحلة النهائية.
ففي اتصل لها مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أكدت كلينتون التزام الرئيس الأمريكي بحل كافة قضايا المرحلة النهائية، والتزامه بحل الدولتين ودعم عباس والسلطة الوطنية الفلسطينية، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
نتنياهو لن يوقف الاستيطان
فيما وصل المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشل، الخميس إلى المنطقة وسيلتقي الجمعة مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين بهدف تقريب وجهات النظر واستئناف المفاوضات بين الجانبين، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخميس أنه لن يتم تجميد مشاريع البناء في القدس.
واعتبر نتنياهو هذا الأمر بمثابة خط أحمر، مقللاً من شأن الخلافات القائمة مع الإدارة الأميركية، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
وأشار نتنياهو إلى أن المحادثات الجارية بين البلدين تتسم بالانفتاح والصدق، مؤكداً في حديث للقناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية أن "استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين مرهون بإزالة الشروط المسبقة التي وضعوها" على حد قوله.
وادعى نتنياهو أنه إذا انسحبت إسرائيل من القدس لربما ستدخل إليها إيران "كما حدث في لبنان وغزة" على حد تعبيره، وحاول اتهام السلطة الفلسطينية بتعطيل عملية السلام، مدعياً أن الفلسطينيين صعدوا على شجرة عالية ووضعوا شروطا للعودة إلى مباحثات السلام.
ولم يخف نتنياهو خلافه مع أوباما، لكنه رفض الإفصاح عن فحوى الخلافات، وقال "إن أوباما طلب وقف الاستيطان في القدس، لكن موقفي واضح وأعلنته على الملأ بأنني لن أوقف الاستيطان" رافضاً التعقيب عن "إذلاله من قبل أوباما."
تصريحات نتنياهو هذه استبقت زيارة ميتشل كما كانت التصريحات السابقة خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لمنطقة، ما يعكس انطباعاً بأن التصريحات مقصودة.
من جهة ثانية، أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأن نتنياهو مستعد لتسوية مرحلية جديدة في الضفة الغربية تتركز على إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود مؤقتة، غير أنه يصر على تأجيل مناقشة موضوع وضع القدس إلى المستقبل، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
واشنطن وحزب العمل يردان
في تعقيب غير مباشر على تصريحات نتنياهو، أكد الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية أنه يستحيل استمرار الوضع القائم في الشرق الأوسط.
وأقر الناطق بأن إسرائيل لم تلبِّ جميع المطالب الأميركية الموجهة إليها، مشيراً إلى استمرار الحوار بين البلدين.
وفي إسرائيل، وصف مصدر في قيادة حزب العمل إن سياسة الحكومة تجاه الإدارة الأمريكية بأنها "مخزية" وذلك في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، مضيفاً أنها تلحق ضرراً فادحاً بالعلاقات بين البلدين، وبمصالح البلدين المشتركة، وأن إسرائيل عادت إلى عزلتها بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973.
وأضاف أن وزراء حزب العمل طالبوا رئيس الحزب، إيهود باراك، خلال جلسة مغلقة بأن يوضح لنتنياهو أن الحزب لا يستطيع تحمل استمرار الجمود السياسي وأنهم يدرسون بجدية الاقتراح على مؤسسات الحزب الانسحاب من الحكومة.