عباس: ما تريده إسرائيل ليس قدراً
القدس (CNN) -- سارع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى الرد على التقارير التي أشارت إلى عزم إسرائيل عرض صيغة دولة بحدود مؤقتة على الجانب الفلسطيني، فقال إنه لن يقبل بدولة مماثلة، كما شدد على الربط بين وقف الاستيطان وعودة المفاوضات مع الإسرائيليين.
وحمّل عباس، في كلمة ألقاها السبت أمام الدورة الثالثة للمجلس الثوري لحركة فتح برام الله، إسرائيل مسؤولية ما قد يحصل إن فشلت جهود إقامة الدولة الفلسطينية، بينما ردت مصادر إسرائيلية بنفي تقديم طرح مماثل للسلطة الفلسطينية.
وقال عباس: "لن نقبل الدولة بالحدود المؤقتة، هذا مرفوض، لكن أنا أحذر من أن فكرة الدولة الواحدة (التي تضم فلسطينيين وإسرائيليين) بدأت تتسرب بين الناس." وطالب إسرائيل بأن تتخذ قرارا مسؤولا "بوقف كافة النشاطات الاستيطانية بالقدس وسائر الأرض المحتلة."
وأضاف رئيس السلطة الفلسطينية أن العودة للمفاوضات "مرهون بوقف غول الاستيطان" واتهم تل أبيب بـ"السعي إلى تعطيل الفرصة التاريخية لتحقيق السلام،" لكنه شدد على أن ما تريده إسرائيل "ليس قدراُ" بالنسبة للشعب الفلسطيني.
ودعا عباس إلى "حوار مسؤول بين مختلف القوى والأحزاب الفلسطينية والإسرائيلية، ومع مختلف التجمعات والمنظمات اليهودية بالعالم، كما حض على مواصلة المصالحة الوطنية الفلسطينية، مشيراً إلى وجود "قوى إقليمية لا تريد للمصالحة أن تتم."
وتابع: "السؤال لإسرائيل: هل تريدون الدولتين على حدود عام 1967؟ نحن جاهزون، وإن كنتم لا تريدون فأنتم مسؤولون عن ما يجري بعد ذلك."
وكان عباس قد استقبل في رام الله مساء الجمعة المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، الذي أكد بعد نهاية اللقاء أن بلاده "ستواصل العمل من أجل إحلال السلام في المنطقة، لأن السلام هو مصلحة للشعب الفلسطيني والإسرائيلي وللولايات المتحدة."
وعبّر ميتشل عن "دعم واشنطن" لعباس ورئيس حكومته سلام فياض والقيادة الفلسطينية، وشدد على ضرورة حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفق مبدأ "حل الدولتين."
ولكن رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، عبر عن وجهة نظر أكثر تشاؤماً، وقال إنه "ليس هناك إطلاق للمحادثات غير المباشرة خلال الأيام المقبلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولكن المحادثات مع الجانب الأميركي ستستمر."
وأضاف عريقات، عقب لقاء عباس وميتشل: "نأمل أن تكون الأمور واضحة من خلال استمرار محادثاتنا مع الجانب الأميركي، لأننا نريد إعطاء فرصة للجهود الأميركية.. نحن نريد أن يتحقق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، ولكن الذي يضع العراقيل أمام بدء المحادثات هو الطرف الذي يصر على لغة الإملاءات والمستوطنات والاقتحامات والاغتيالات والحصار وهو الجانب الإسرائيلي."
وأضاف: "'بالأمس (رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين) نتنياهو تحدث عن استمرار الاستيطان وعدم الرغبة في الحديث عن القدس في المفاوضات النهائية، وعدم الرغبة في الحديث عن حدود 1967، بمعنى وضع عدة شروط على الجانب الفلسطيني، ويقول إن على الجانب الفلسطيني أن يأتي إلى المفاوضات دون شروط مسبقة."
وكان ميتشل قد قابل نتانياهو في وقت سابق الجمعة، وتناول البحث سبل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وأكد الأول أن بلاده راغبة في استئناف المفاوضات.
ومن المقرر أن يتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، إلى واشنطن الأحد، في زيارة للولايات المتحدة يجري خلالها محادثات مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار شؤون الأمن القومي جيم جونز ورئيس هيئة الأركان المشتركة، مايك مولان.
وسينصب البحث خلال محادثاته على قضايا أمنية مختلفة والمساعي المبذولة لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وفقاً لراديو إسرائيل الرسمي.
ونقل الراديو عن ما وصفها بـ"مصادر سياسية في العاصمة" قولها إن إسرائيل لم تطرح على القيادة الفلسطينية فكرة إقامة دولة بحدود مؤقتة، بل عرضت عليها اقتراحاً آخر ينص على توسيع صيغة جنين النموذجية بمعنى تسليم الفلسطينيين المسؤولية الأمنية عن أي منطقة يثبتون فيها قدرتهم على حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب.