مبارك اعتبر أن الحراك السياسي الذي تشهده مصر نتيجة دعوته لتعديل الدستور قبل خمس سنوات
القاهرة، مصر (CNN)-- جدد الرئيس المصري حسني مبارك تأكيده على حرص بلاده على السلام مع إسرائيل، ولكنه شدد على أن هذا الحرص يجب أن يقابله حرص والتزام من الجانب الإسرائيلي، كما أكد حرص مصر وسعيها من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في كل من سوريا ولبنان.
وشهد الرئيس مبارك، الذي خضع لعملية جراحية لاستئصال "الحوصلة المرارية" في مستشفى "هايدلبرغ" بألمانيا مطلع مارس/ آذار الماضي، الاحتفال الذي أقامته القوات المسلحة بالذكرى 28 لتحرير سيناء، والذي أُقيم في قطاع الجيش الثاني الميداني السبت.
وفي كلمة وجهها بمناسبة الاحتفال، قال مبارك: "إننا، بعد 28 عاماً من تحرير سيناء، لا نزال في رباط، نحرص على السلام ونلتزم به، طالما بادلتنا إسرائيل حرصاً بحرص، والتزاماً بالتزام، نحميه بقوات مسلحة قادرة، هي درع الوطن وسيفه، ونبذل أقصى الجهد من أجل سلام شامل، يقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وينهى احتلال الأراضي العربية في سوريا ولبنان."
وبدأ مبارك يستأنف مهامه الرئاسية الأسبوع الماضي، بمنتجع "شرم الشيخ" في جنوب سيناء، حيث التقى عدداً من القادة العرب الذين توافدوا على مصر لتهنئته بالتعافي من العملية الجراحية، وهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والزعيم الليبي معمر القذافي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وفي خطابه بمناسبة ذكرى تحرير سيناء، والذي بثته وسائل الإعلام الرسمية السبت، تطرق مبارك إلى ملف "الإصلاح السياسي"، حيث أكد "مضي مصر بقوة على هذا الدرب.. بوعي تام لظروف المجتمع"، كما حذر من "أية انتكاسات تعود بمصر إلى الوراء."
وفيما دعا إلى "تجنب الشعارات، والمزايدات والمهاترات، باعتبار أن مقدرات الأمم والشعوب لا تتحقق بخطوات غير محسوبة العواقب"، فقد ألمح إلى "ما تشهده مصر اليوم من تفاعل نشط لقوى المجتمع"، معتبراً أن هذا التفاعل يأتي كنتيجة لمبادرته قبل خمس سنوات، في إشارة إلى دعوته بتعديل الدستور لاتاحة الفرصة أمام تقدم مرشحين آخرين لمنافسته في الانتخابات الرئاسية.
وقال إن ذلك التفاعل "دليل على حيوية المصريين، وشاهد على ما يتمتعون به من مساحات غير مسبوقة لحرية الرأي والتعبير والصحافة"، ولكنه شدد على "ضرورة التزام هذا التفاعل والحراك المجتمعي، بأحكام الدستور والقانون وتوخي سلامة القصد، ومصالح الوطن."
ولم يغب ملف "الإصلاح الاقتصادي" عن أول خطاب يوجهه مبارك للمصريين بعد عودته من رحلته العلاجية، حيث أكد أن مصر تتطلع لتحقيق "انطلاقة جديدة للاقتصاد، مع تراجع أزمة الركود العالمي، من خلال تحقيق المزيد من الاستثمارات، والصادرات، والمزيد من فرص العمل، من أجل محاصرة الفقر والبطالة، ومواجهة غلاء الأسعار وأعباء الحياة"، مؤكداً على تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين.