رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أبلغ مسؤولان رفيعان في الحكومة الإسرائيلية شبكة CNN بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض اقتراحا قطريا لإعادة إقامة علاقات تجارية بين الدوحة وتل أبيب.
وقال أحد المسؤولين، والذي طلب عدم ذكر اسمه، إنه كانت هناك "مناقشات مبدئية" داخل الحكومة الإسرائيلية حول الاقتراح القطري غير الرسمي، والذي ربط إعادة العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، بالسماح للدوحة بإرسال مساعدات لإعادة إعمار غزة، بالإضافة إلى مساعدات أخرى إلى القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس."
وقال المسؤول، إن الاقتراح رفض لأنه تم النظر إليه على أنه "وسيلة لدعم حماس،" مضيفا أن "مسؤولين أميركيين ومصريين عبروا عن مخاوف مماثلة، لافتا إلى أن الاقتراح لم يكن "طلبا أو عرضا رسميا" من الحكومة القطرية.
كما أكد هذا الموقف مسؤول حكومي إسرائيلي آخر في رد على سؤال لشبكة CNN، حيث قال: "لقد فضلنا فكرة تجديد العلاقات (مع قطر)،" إلا أن شرط الدوحة للسماح بدخول "كميات كبيرة" من البضائع إلى قطاع غزة كان السبب في رفض الاقتراح.
وأضاف المسؤول أنه لم يتضح من كان سيشرف على العملية، كما أن "الاقتراح لم يعالج المخاوف الإسرائيلية حول التدفق غير المقيد للمواد التي يمكن استخدامها لتحصين دفاعات حماس.
وقال: "لذلك، كان علينا أن نقول لا."
هذا، ورفض مسؤول في القنصلية الأمريكية بالقدس التعليق على تلك التقارير.
كما لم نتمكن من الوصول إلى مسؤول قطري لمعرفة طبيعة الإقتراح والشروط التي وضعتها الدوحة على الحكومة الإسرائيلية.
وقد حافظت قطر وإسرائيل على علاقات تجارية في الفترة من 1996 وحتى 2009، عندما تدهورت تلك العلاقة بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حماس في غزة في نهاية عام 2008، والتي استمرت ثلاثة أسابيع، وأدت لمقتل نحو 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا.
واحتجاجا على ذلك، أمرت الحكومة القطرية، البلد الخليجي الوحيد الذي له علاقات رسمية مع الدولة اليهودية، بإغلاق المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة.
وفي بيان صدر بوقت سابق من هذا الشهر بعد اجتماع للزعماء العرب، انتقد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني سياسة إسرائيل تجاه قطاع غزة، قائلا إنها تخالف الشرعية الدولية، و"يتعين علينا أن نركز على مواجهة الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.. ومن واجبنا إنقاذ الفلسطينيين."
وقد سعت قطر دوما لتعزيز دورها في الدبلوماسية الإقليمية، وإنجاز صفقة لإرسال مساعدات إلى قطاع غزة، والذي يمكن أن يعتبر في العالم العربي بمثابة انقلاب دبلوماسي، رغم أنه من غير المرجح أن يلقى ترحيبا من قبل مصر.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الخميس إن "مصر أعربت لإسرائيل عن معارضتها للاقتراح القطري"، وإنه قوبل بالرفض في نهاية الأمر، حتى لا "تغضب إسرائيل حكومة الرئيس المصري حسني مبارك."
من جانبه، وصف المتحدث باسم الخارجية المصرية، حسام زكي، لـCNN بالعربية، تقرير الصحيفة الإسرائيلية بأنه "تخريف، وكلام غير منطقي."
وتساءل زكي: "هل أصبح الإسرائيليون يستشيرون مصر لإقامة علاقات مع أي طرف آخر؟"
وتابع زكي أنه "من الواضح أن الإسرائيليين لا يريدون إغضاب القطريين، وبالتالي لجأوا إلى طريقتهم المعتادة لضرب إسفين للوقيعة بين مصر وقطر، لتظهر إسرائيل بمظهر البريء."
ويخضع قطاع غزة للحصار الإسرائيلي والمصري منذ عام 2007 عندما استولت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على السلطة بانقلاب، وأطاحت بحكومة السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح على القطاع.