مبارك وبوتفليقة يتعانقان في لقاء سابق
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وصل الرئيس المصري حسني مبارك إلى العاصمة الجزائرية الأحد، في زيارة مفاجئة لم يتم الإعلان عنها مسبقاً، هي الأولى منذ تفجر أزمة حادة بين الدولتين العربيتين، على خلفية المواجهات الكروية بين منتخبي البلدين في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
وجاءت أنباء زيارة مبارك للجزائر "على استحياء" في وسائل الإعلام الرسمية في كلا البلدين، حيث اكتفت القاهرة بالقول إن الهدف منها هو تقديم واجب العزاء للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في وفاة شقيقه مصطفى، وهو ما أكدته أيضاً وسائل إعلام جزائرية.
وأوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط نباً مقتضباً أشارت فيه إلى أن كل من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي، يرافقان الرئيس مبارك خلال زيارته للجزائر، دون أن تفصح عن مزيد من التفاصيل.
أما صحيفة "الشروق" الجزائرية فقد وصفت زيارة مبارك للجزائر بأنها "زيارة تعزية ومواساة، لم تكن مبرمجة من قبل، ولا تحمل الصفة الرسمية، بل الغرض منها هو مواساة الرئيس المصري لشقيقه الجزائري، وتقديم تعازيه الخاصة وتعازي الشعب المصري لرئيس الجمهورية."
وفيما تُعد الزيارة هي الأولى للرئيس المصري للجزائر، منذ تفجر "الأزمة الكروية" في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والتي أدت إلى حدوث توتر في العلاقات بين البلدين، إلا أنها لن تحمل اللقاء الأول بين مبارك وبوتفليقة منذ اندلاع تلك الأزمة.
فسبق للرئيسين أن التقيا على هامش القمة الأفريقية - الفرنسية، في مدينة "نيس" بفرنسا، أواخر مايو/ أيار الماضي، حيث "تعانقا بحرارة في لقاء أخوي حميمي، يعكس عمق العلاقات القوية بينهما، وما يحمله كل منهما للآخر من تقدير ومحبة"، وفق ما ذكرت تقارير إعلامية مصرية آنذاك.(المزيد)
وقد أثارت الزيارة "غير المتوقعة" من جانب الرئيس المصري للجزائر كثير من التكهنات حول مضمونها والهدف منها، حيث اعتبر مراقبون أنها تمثل "دليلاً على حرص مصر على إعادة العلاقات بين البلدين"، فيما اعتبرها آخرون أنها تمثل أحد الأدوات التي يمكن من خلالها إعادة العلاقات لما كانت عليه في الماضي.
ونقلت صحيفة "اليوم السابع" القاهرية عن الدبلوماسي المصري السابق، عبد الله الأشعل، قوله إن الجزائر لها طابع خاص، بسبب وجود عدد من التيارات المتنازعة بها، أهمها "التيار العروبي" و"التيار الغربي الفرنسي"، مشيراً إلى أن الأزمة الأخيرة، تسبب بها عدد من المعلقين الرياضيين والإعلاميين الذين "لم يدركوا خطورة الموقف."
من جانبه، نبه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن نافعة، إلى أن هناك العديد من الملفات العالقة بين مصر والجزائر، كوضع شركة الاتصالات، وقضية منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، حيث أن الجزائر إحدى الدول التي تطالب بتدوير المنصب، مشيراً إلى أن الزيارة ربما تشكل فرصة لمناقشة هذه القضايا.
وأضاف نافعة أن الرئيس مبارك كان بإمكانه إرسال برقية عزاء للرئيس بوتفليقة، إلا أن تلك المناسبة أزالت "الحرج" تجاه قيامه بزيارة رسمية للجزائر.