طائرة ركاب إيرانية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شدد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء من قيوده على استخدام الخطوط الجوية الإيرانية لمجاله الجوي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، كما أضاف شركة خطوط طيران من سورينام إلى قائمته السوداء، التي باتت تضم 278 شركة من 17 دولة.
وقال سيم كلاس، نائب رئيس الاتحاد، إنها لن تسمح بتحليق طائرات "إيران إير" من طراز A - 320 وبوينغ B-747و B- 727 في الأجواء الأوروبية، ولكنه عرض العمل مع الشركة الإيرانية لتحسين معايير السلامة لديها.
وأوضح كلاس قائلاً: "لا يمكن لنا القيام بتسويات على حساب السلامة الجوية."
وتشمل قائمة العقوبات الآن شركات من عشرات الدول في العالم الثالث، بينها الكونغو وجيبوتي وغينيا الاستوائية وأنغولا وبينيين والغابون وإندونيسيا وكازاخستان وليبيريا والفلبين والكونغو الديمقراطية وسيراليون وساوتومي وبرنسيب والسودان وسوازيلاند وزامبيا وأفغانستان وكمبيوديا ورواندا.
وكانت الإمارات قد نفت بشكل قاطع أن تكون قد أوقفت تزويد الطائرات الإيرانية بالوقود في مطاراتها، وأكدت أن المرافق الجوية في دبي والشارقة وأبوظبي "ما زالت تزود الطائرات الإيرانية بالوقود" وفق تصريحات رسمية جاءت رداً على اتهامات إيرانية بحرمان طائرات من هذه الخدمة في ألمانيا وبريطانيا والإمارات.
غير أن مصدراً إماراتياً مطلعاً على الملف كشف لـCNN بالعربية، أن الطيران الإيراني لديه عقد مع شركة دولية تقدّم خدمة تزويد طائراته المدنية بالوقود في عدة مطارات، وقد قررت هذه الشركة مؤخراً وقف تقديم هذه الخدمة في عدد من المطارات التي تعمل فيها، ولكن ذلك لا يمنع أن تستخدم إيران خدمات شركات أخرى.
وتابع المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه بالقول: "لدى إيران خيارات أخرى للتزود بالوقود في مختلف المطارات الإماراتية."
وشدد المصدر على أن الإمارات "ستواصل على الدوام الالتزام بقرارات الأمم المتحدة."
وافادت تقارير أن الشركة التي كانت تزود طائرات إيران بالوقود في مطاري دبي والشارقة، تابعة لبريتش بتروليوم BP.
وكان مهدي علي ياري، الأمين العام لرابطة شركات النقل الجوي الإيرانية، قد اتهم مطارات بريطانيا وألمانيا والإمارات بوقف تزويد الطائرات الإيرانية بالوقود منذ الأسبوع الماضي، بعد صدور قرارات تشديد العقوبات على طهران بسبب ملفها النووي، وصدور قرار مماثل من الكونغرس الأمريكي.
وأضاف ياري: "لهذا السبب، فإن الأسطول الجوي الإيراني سيضطر للتزود بالوقود ضمن الأراضي الإيرانية، وسيحدد محطات لذلك، ما سيرفع كلفة الطيران."
واعتبر ياري أن هذه العقوبات التي تقيّد النقل الجوي "تتعارض مع حقوق الإنسان،" وفقاً لما نقلته عنه وكالة أنباء الطلبة شبه الرسمية.
غير أن وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية نقلت عن "مصدر مسؤول بمؤسسة مطارات دبي" أن الطائرات الإيرانية التي تسير رحلاتها عبر مطار دبي الدولي "مازالت تحظى بخدمة تزويد الوقود،" كما أوردت تصريحات مماثلة لـ"مصدر مسؤول" في دائرة الطيران المدني بإمارة الشارقة.
وأوردت عن لسان متحدثة باسم شركة مطارات أبوظبي أن الأخيرة مستمرة في تزويد طائرات الركاب الإيرانية بالوقود وفق العقود الموقعة.
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد وقع الخميس الماضي على قانون أقره الكونغرس بفرض عقوبات واسعة على إيران، تستهدف بشكل خاص وارداتها من الطاقة، خاصة البنزين الذي تعجز إيران عن تكرير ما يكفي منه لإشباع حاجتها.
والأسبوع المنصرم، انضمت "توتال" الفرنسية إلى كبريات شركات النفط العالمية بوقف مبيعات البنزين إلى إيران، في تحرك جاء بعد خطوات مماثلة من "بريتيش بتروليوم" و"رويال داتش شل."
ومنذ مطلع العام الحالي، استجاب كبار موردي النفط، مثل فيتول، وغلينكور وترافيغورا، لضغوط سياسية متزايدة، بوقف تزويد إيران بالمشتقات النفطية، والذي يصل إلى 130 ألف برميل في اليوم، وهو ما يعادل نصف احتياجاتها من البنزين المستورد.
وكانت إيران قد أعلنت في مطلع العام أنها زادت مخزونها من البنزين إلى 2.35 مليار لتر، في مواجهة الضغوط الأمريكية، بعدما أقر الكونغرس في ديسمبر/كانون أول الماضي، مشروع القانون بفرض عقوبات على الشركات التي تساعد في إمداد طهران بالبنزين.