كتب المحلل السياسي
طائرة تجسس إسرائيلية دون طيار، وتبدو الكاميرا في المقدمة
بيروت، لبنان (CNN) -- قدم حزب الله اللبناني الثلاثاء، القرائن والمعطيات التي عرضها أمينه العام، حسن نصرالله، لإثبات ضلوع إسرائيل في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، إلى القضاء المحلي، دون أن يفوته التأكيد مجدداً على عدم اعترافه بالمحكمة الدولية التي سبق أن أشار إلى أنها تحضر لاتهام عناصر تابعة له بالقضية.
وفي الوقت ذاته، شكك محللون بصحة الكثير مما جاء في معطيات حزب الله، حيث قال المحلل السياسي محمد سلام، لـCNN بالعربية، إن الدراسات التي أجراها على القرائن المعروضة تشير إلى أن الكثير من الصور الجوية لم تؤخذ من طائرات إسرائيلية، وأن بعضها يعود لفترات زمنية لاحقة للاغتيال، مرجحاً أن تكون قد التقطت بطائرات مدنية محلية.
وقال سلام، الذي عمل لسنوات كمراسل حربي: "سمحت لنفسي بإجراء أبحاث وتحقيقات حول ما أورده نصرالله، باعتبار أنه عرض معطياته بشكل علني وباتت معلوماته بالتالي ملكاً للناس وليست سرية، فدرستها من هذا المنطلق، خاصة وأنها صدرت كموقف سياسي، وأنا حاولت اللجوء للمصادر العلمية لتحليلها."
وأضاف: "أنا حللت انطلاقاً من مهنتي كمراسل حربي، ومن باب الصدفة فأنا كنت ممن قام بتغطية معركة أنصارية، وكان لدي بالتالي القدرة على تحليل ما جرى."
وقال سلام، إن أبرز ما يلفت في مسألة مشاهد الاستطلاع الجوية التي عرضها نصر الله، هو ظهور العجلة اليمنى للطائرة في أحد المشاهد، مضيفاً أن الأمر يدفع للاستغراب لأن طائرات التجسس الإسرائيلية من دون طيار، وهي هيرون وشوفال وإيتان، لا تثبت الكاميرات فيها في المقدمة، وبالتالي لا يمكن أن تظهر العجلة بأي مشهد.
ورأى سلام أن الصور التي ظهرت في مؤتمر نصرالله الصحفي كانت الكاميرا خلالها تتحرك بحرية في جميع الاتجاهات، وحتى بشكل أفقي، ما دفعه للتشكيك في بعض اللقطات قائلاً: "الاستدارة بالكاميرا لا تناسب الطائرات العاملة دون طيار، لأنها تصور عمودياً وليس أفقياً، ويمكن أن يكون لها زاوية تحرك صعوداً ونزولاً بما لا يتجاوز 30 درجة، ولكن لا يمكن لها أن تصور أفقياً، وهذا يخالف الهدف منها، وهو مراقبة أهداف أرضية موجودة تحتها."
وتابع قائلاً: "لقد ذكرت النماذج الموجودة التي اطلعت عليها، ومنها نموذج رابع هو هرمز، المزود بكاميرا في الوسط، ولكنه لا يصور عن ارتفاع أقل من 35 ألف قدم."
وتحدث سلام عن وجود معطيات ما تزال بحاجة للتدقيق لديه قبل أن يقطع بصحتها، منها ما ظهر في مشهد إجلاء الجرحى والقتلى من القوات الإسرائيلية في معركة أنصارية، التي غطاها كصحفي، إذ أعرب عن اعتقاده أن المشهد غير مصور بطائرة دون طيار، لأن المعركة وقعت ليلاً، وكان يجب على الطائرات التصوير بالتقنية الليلية.
وأوضح: "تقنية التصوير الليلي تُظهر الأشخاص بلون أخضر أو فضي، ولذلك فإنني أرجح أن تكون الصور التقطت من قمر صناعي، علماً أنه سبق أن عرضها التلفزيون الإسرائيلي على قناته العاشرة."
ولفت سلام إلى أن عمليات الاستطلاع التي أشارت إليها الأفلام المقدمة من حزب الله تشير إلى عمليات رصد جرت قبل أكثر من عشرة أعوام في مدينة صيدا.
أما تصوير الطريق المؤدي إلى قصر الحريري في منطقة فقرا الجبلية، فيرى سلام أنها التقطت عام 2008، أي بعد عملية الاغتيال بثلاثة أعوام، بدليل أن الحركة على الطريق الظاهر في الصورة تسير باتجاه واحد، وهذا لم يتم إلا عام 2008، إذ كانت حركة السير قبل ذلك بالاتجاهين دائما.
وذكر سلام في دراسته أن الطائرة التي قامت بعمليات التصوير ربما تكون نموذج من طراز "سيسنا" المدنية الصغيرة المستخدمة للرحلات الخاصة والتدريب، بما يشير إلى وجود جهات محلية أخذت على عاتقها تنفيذ عملية التصوير.
وبالعودة إلى المعطيات التي قدمها حزب الله، فقد أصدرت العلاقات الإعلامية في الحزب بيانا جاء فيه إنه "بناء على اللقاء الذي عقد مساء الأحد بين الحريري والمعاون السياسي لنصر الله، وبناء على طلب الحريري بتقديم المعطيات والقرائن التي تحدث عنها الأمين العام لحزب الله قام مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب بزيارة مدعي عام التمييز وسلمه نسخة عن المعطيات والقرائن المذكورة."
وأكد حزب الله أنه "إنما يضع ما لديه في عهدة القضاء اللبناني، وأنه ليس معنيا بالتحقيق الدولي، والذي بات الموقف منه معروفا للجميع."