حذر أوديرنو من نوايا إيران بالعراق
بغداد، العراق (CNN)-- لم يستبعد قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ري أوديرنو، أن تواصل الولايات المتحدة تواجدها العسكري في العراق، حتى بعد موعد الانسحاب الكامل المقرر عام 2011، وذلك في لقاء مع CNN، يأتي بالتزامن مع خروج القوات المقاتلة التي تركت خلفها 50 ألف رجل حتى العام المقبل.
وقال أوديرنو، رداً على سؤال حول إمكانية أن تضل القوات الأمريكية بالعراق حتى 2020: "الأمر يعتمد على نوعية التواجد .. إذا طلبت الحكومة العراقية منا مساعدة تقنية في الميدان وأنظمة تساعدهم على مواجهة أخطار خارجية فقد نلبي ذلك."
وتابع: "لدينا اتفاقيات مماثلة مع السعودية ومصر ودول أخرى نساعدها على تطوير بنيتها التحتية وهيكليتها الأمنية، وإذا كان هذا الأمر هو ما يعنيه السؤال فإننا قد نبقى في العراق حتى ما بعد 2011.
وتأتي تقديرات أوديرنو، في حديث يبث الأحد، بعد مغادرة آخر الوحدات المقاتلة التابعة للجيش الأمريكي العراق وتوجهها إلى الكويت الخميس، في خطوة من شأنها أن تساعد إدارة الرئيس باراك أوباما على تحقيق هدفه بالإبقاء على 50 ألف جندي فقط في العراق، بحلول سبتمبر/ أيلول 2010.
كما تأتي إثر تصريح لرئيس هيئة أركان القوات العراقية، الفريق أول بابكر زيباري، قال فيه إن: "الجيش العراقي ليس جاهزا بعد للانسحاب الأمريكي من البلاد،" ولن يستطيع ضبط الأمن في البلاد.
وأوضح أديرنو في سياق تقديراته لمدى جهوزية قوات الأمن، والشعب العراقي ككل، للانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من هناك: "تقديراتي اليوم.. أنهم سيكونون جاهزين عند الانسحاب العام المقبل.. نشهد تطوراً مستمراً في التخطيط وفي قدراتهم على إدارة العمليات، كما نرى تقدماً على الصعيد السياسي والاقتصادي، وكل هذه العوامل مجتمعة ستخلق بيئة ينجم عنها وضع أمني أفضل."
وأشار إلى أن الشعب العراقي يسعى نحو دولة ديمقراطية تساهم في تعزيز استقرار منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه حذر من نوايا إيران التي قد لا ترغب في رؤية الجارة تتحرك في ذلك الاتجاه.
وأوضح: "لا أعتقد أنهم يريدون (إيران) رؤية العراق يتحول إلى دولة ديمقراطية قوية.. بل يفضلون مؤسسة حكومية ضعيفة بحيث لا تزيد إلى مشاكل إيران في المستقبل."
وكانت آخر وحدة قتالية أمريكية قد غادرت العراق الخميس الماضي، وفق انسحاب مجدول تهدف به إدارة واشنطن خفض عدد قواتها المنتشرة هناك إلى 56 ألف جندي، سيتم سحبهم العام المقبل، وفق اتفاقية أمنية موقعة بين البلدين.
ويتزامن الانسحاب الأمريكي مع تزايد حدة العنف واستمرار الأزمة السياسية والإخفاق في تشكيل حكومة عراقية رغم مرور خمسة أشهر من الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس/ آذار الماضي.
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أكد في وقت سابق إنه سيلتزم بوعده بإنهاء العمليات القتالية في العراق بحلول 31 أغسطس/ آب الجاري وتسليم المسؤولية الأمنية إلى قوات الشرطة والجيش العراقية.
وبموازاة ذلك، نقلت صحيفة " تليغراف" البريطانية عن زيباري قوله إن الجيش العراقي "لن يكون قادرا على ضمان أمن البلاد قبل عام 2020 وانه يجب أن تبقي الولايات المتحدة قوات في العراق حتى ذلك الحين."
وقال زيباري "في هذه المرحلة فان الانسحاب يسير بشكل جيد لأنهم ما زالوا هنا.. لكن المشكلة ستبدأ بعد 2011 ويجب على الساسة إيجاد سبل أخرى لملء الفراغ بعد 2011،" مضيفا "لو سألوني لقلت للسياسيين ..الجيش الأمريكي يجب أن يبقى حتى يصبح الجيش العراقي جاهزا."
مقتل جندي أمريكي
لقي جندي أمريكي مصرعه أثناء عمليات في البصرة، وفق ما كشف الجيش الأمريكي الأحد، وهو ثاني جندي يلقي حتفه بالعراق خلال أقل من أسبوع.
واكتفي الجيش الأمريكي بالإعلان عن أن الجندي قتل أثناء مشاركته في عمليات دعم لمهمة الولايات المتحدة، دون إبداء المزيد من التفاصيل بشأن الحادث، وهو الأول منذ انسحاب آخر وحدة قتالية أمريكية من العراق الخميس.
إلا أنه الجندي الثاني الذي يلقى مصرعه في غضون ستة أيام، بعد مقتل آخر تعرضت دوريته لهجوم في محافظة "ديالى" الاثنين الماضي، وفقاً لما ذكرته القوات الأمريكية في العراق.
وأوضحت القوات الأمريكية، أن الدورية تعرضت للهجوم في مدينة بعقوبة، حاضرة محافظة ديالى، فيما أبقت على اسم الجندي القتيل طي الكتمان، إلى حين إبلاغ ذويه، وفقاً لما تقتضيه الإجراءات العسكرية.
ومنذ غزو العراق في مارس/ آذار 2003، خسر الجيش الأمريكي أكثر من 4419 جندياً، وفق آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الدفاع "البنتاغون."