طالبت الأمم المتحدة الطرفين بضبط النفس
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تضاربت التصريحات الإسرائيلية واللبنانية حيال الاشتباكات المسلحة التي وقعت، الثلاثاء، على الحدود، وخلفت عدد من القتلى بينهم ضابط كبير وإصابة آخر من الجانب الإسرائيلي، ومقتل جنديين لبنانيين وصحفي جرح 15 مدنياً في تبادل إطلاق النار الذي اعتبرته الحكومة الإسرائيلية استفزاز خطير، وتوعد الأمين العام "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله بأن " المقاومة" ستقطع اليد الإسرائيلية التي ستمتد إلى الجيش اللبناني مجدداً.
وفي الغضون، أعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه الشديد إزاء تبادل إطلاق النار بين الجانبين عبر الخط الأزرق بجنوب لبنان، والذي تقوم القوة الدولية، يونيفيل، بالتحقيق فيه، في حين أدانت سوريا بقوة ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي السافر" على الأراضي اللبنانية.
إسرائيل: كمين لبناني وراء تفجر الأحداث
أكد قائد المنطقة الشمالية، الميجر جنرال غادي ايزنكوت، أن مجموعة قناصة من الجيش اللبناني وضعت كمينا خطط له مسبقا للقوة الإسرائيلية التي كانت متواجدة داخل الأراضي الإسرائيلية.
وذكر وزير الاستخبارات الإسرائيلي، دان ميريدون، إن الحادث جرى تصويره بكاميرا فيديو ووقع داخل إسرائيل، مضيفاً: "الأمر وقع داخل الأراضي السيادية الإسرائيلية، هناك من أراد إشعال النار وقتل واحد من جنودنا وأصاب آخر."
وتابع: "ردنا كان على الطريقة العسكرية ويجب أن ينظر إليه كتحذير قوي: لا تجرؤ على فعلها مجدداً."
ومن جانبه حذر وزير الدفاع، إيهود براكن الحكومة اللبنانية من مغبة مواصلة الاستفزازات التي يقوم بها إفراد الجيش اللبناني في الفترة الأخيرة تجاه قوات جيش الدفاع، طبقاً لما أوردت الإذاعة الإسرائيلية.
وطالب باراك الحكومة اللبنانية بالتحقيق لمعرفة من يقف وراء الحادث.
وأكد في بيان أصدره مساء الثلاثاء، أن الجيش لحماية مواطنيه وحدود إسرائيلي السيادية ، لافتاً إلى أن إسرائيل ترغب في السلام لكنها لن تتحمل بأي حال من الأحوال التعرض لجنودها أو لمواطنيها داخل أراضيها السيادية .
ومن جانبه، أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، البريغادير آفي بنياهو، أن الحادث استفزاز خطير وخرقاً فاضحاً لقرار مجلس الدولي 1701، وحمل الحكومة والجيش اللبنانيين المسؤولية الكاملة عن الحادث.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي أبلغ القوات الدولية مسبقاً بتواجده في المنطقة داخل الأراضي الإسرائيلية، وأن الجنود اللبنانيين بادروا بإطلاق على القوة الإسرائيلية داخل الأراضي الإسرائيلية.
بان كي مون يناشد الأطراف ضبط النفس
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، في بيان، عن أسفه للخسائر البشرية بين الجانبين، مشيرا إلى أن هذا الحادث هو الأخطر بين الجيشين منذ تبني قرار مجلس الأمن رقم 1701 عام 2006.
وأضاف أن قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، يونيفيل، قد اتخذت خطوات فورية من خلال الاتصال بالأطراف، ومن خلال وجود قائد قوات اليونيفيل بالإنابة إلى جانب قوات حفظ السلام في الموقع للمساعدة على إعادة الهدوء إلى المنطقة، مشيرا إلى أنه وكما تمت إحاطة مجلس الأمن، تعتزم قوات اليونيفيل التحقيق في الملابسات التي أدت إلى هذا التبادل في إطلاق النار.
وقد حث الأمين العام الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والعمل مع اليونيفيل ومنسق الأمم المتحدة الخاص بلبنان، في اتخاذ خطوات لتعزيز عودة الهدوء إلى المنطقة. كما دعا الأطراف إلى الحفاظ على وقف الأعمال العدائية.
أمريكا: نشعر بقلق بالغ
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي للصحافيين "إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء العنف، ونحث الجانبين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب أي تصعيد والمحافظة على وقف إطلاق النار المطبق حالياً".
وأضاف "إن الولايات المتحدة على اتصال مع الحكومتين وتحاول فهم ما حدث، وأكبر همنا ألا يتكرر ما حدث أياً ما كان..المنطقة بها ما يكفيها من التوتر، وآخر ما نود أن نراه هو أن يتسع هذا الحادث إلى شيء أكبر".
سوريا: الحادث يبرهن سعي إسرائيل لزعزعة استقرار المنطقة
واعتبر الرئيس السوري، بشار الأسد، أن هذا الحادث يبرهن من جديد أن إسرائيل تسعى دائما لزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة.
وأكد الأسد في اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني، ميشال سليمان، "وقوف سوريا إلى جانب لبنان الشقيق ضد الاعتداء السافر الذي شنته إسرائيل على الأراضي اللبنانية"، وفق سانا.
كما قال مصدر رسمي إن: "سوريا تدين بقوة العدوان الإسرائيلي السافر على الأراضي اللبنانية، وتطلب من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التدخل لإدانة ووقف هذا العدوان.
نصر الله: سنقطع اليد التي تمتد على الجيش اللبناني
ومن جانبه ، أكد الأمين العام لحزب ن المقاومة ستقطع اليد الإسرائيلية التي ستمتد إلى الجيش اللبناني مجدداً. وخلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله لمناسبة الذكرى الرابعة لانتصار تموز بضاحية بيروت الجنوبية، لفت نصر الله إلى أن المقاومة كانت على اعلى جهوزية لمواجهة "العدو الصهيوني."