عباس يصافح نتنياهو بحضور كلينتون خلال الجولة الأولى بواشنطن
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يشهد منتجع "شرم الشيخ" المصري الثلاثاء المقبل الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بمشاركة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، حيث تأتي هذه الجولة قبل أيام على موعد انتهاء فترة تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية، والتي امتدت إلى عشرة شهور.
وفيما تُعد قضية الاستيطان "حجر العثرة" الرئيسي الذي يعترض استكمال مسيرة المفاوضات المباشرة، فقد شدد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي استضاف الجولة الأولى مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، على أن المفاوضات السلام في الشرق الأوسط قد تواجه "عقبات ضخمة"، مؤكدا عزم إدارته على الاستمرار في المحاولة "إذا فشلت المحادثات."
وأعلنت القاهرة في وقت سابق، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، حسام زكي، أن مصر ستستضيف الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بمنتجع شرم الشيخ في 14 من الشهر الجاري، فيما أكد مراقبون لـCNN قلق الإدارة الأمريكية على مسيرة تلك المفاوضات، التي قد تتوقف قريباً نتيجة اصطدامها بقضية الاستيطان، التي تتفاعل بقوة في الداخل الإسرائيلي.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية السبت، عن مصدر دبلوماسي مصري قوله إن القاهرة "تبذل جهوداً، وتجري اتصالات لضمان استمرار جولات التفاوض، خاصة فيما يتعلق بتمديد الحكومة الإسرائيلية قرار وقف الاستيطان في الضفة الغربية، قبل حلول انتهاء القرار في 26 سبتمبر (أيلول الجاري)، باعتبار أن ذلك يعتبر محكاً رئيسياً لنوايا الحكومة الإسرائيلية.
أما الرئيس الأمريكي فقد أكد، خلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة، عشية الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، أن تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط هو مصلحة للولايات المتحدة، وإسرائيل والفلسطينيين، مشيراً إلى أن إدارته "تتفهم أن رعاية مفاوضات السلام فيها مخاطرة، لكنه أمر يستحق المجازفة."
وأقر أوباما بأن انتهاء مهلة التجميد الإسرائيلي لبناء المستوطنات الشهر الجاري "يعد عقبة كبيرة في طريق القضية"، لافتاً إلى أن "الضغوطات الداخلية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "صعبة للغاية"، وتابع قائلاً إن على رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء الإسرائيلي أن يجدا طريقة "ليساعد كل منهما الآخر، من أجل تحقيق النجاح."
وفي وقت سابق الثلاثاء، خفف نتنياهو، من لهجته المتفائلة حيال مستقبل عملية السلام مع الفلسطينيين قائلاً إنه "ليس هناك ما يضمن نجاح" الجولة الجديدة من المفاوضات المباشرة، بسبب "وجود العديد من المعوقات."
وقال نتنياهو، في رسالة فيديو وجهها إلى الإسرائيليين بمناسبة حلول عيد رأس السنة العبرية الجديدة، إنه رغم هذا الواقع، فإن حكومته مصرة على التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين، ولكن استنادا إلى قاعدتين هما تنفيذ ترتيبات أمنية حقيقية واعتراف الجانب الفلسطيني بإسرائيل كدولة يهودية.
وقال نتنياهو إن إطلاق المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين هو "خطوة مهمة في نطاق المحاولة للتوصل إلى اتفاق إطار للسلام بين الجانبين"، غير أنه تابع بأن إسرائيل تحاول تحقيق ذلك "من منطلق صدق النوايا وليس من منطلق السذاجة"، في إشارة إلى إدراك حجم العقبات التي تعترض المفاوضات.