جندي إسرائيلي أثناء محاولة احتجاز متظاهر فلسطيني
القدس (CNN) -- عبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن خيبة أملها، الاثنين، من قرار إسرائيل برفع الحظر عن النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، في وقت قالت فيه مصادر إسرائيلية إنه لم "يتم تجميد المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين" حتى الآن.
وفي الوقت ذاته، أكدت مصادر ديوان رئاسة الوزراء في إسرائيل، إن بنيامين نتانياهو سيكون "مسرورًا للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في أي وقت وفي أي مكان،" تعقيبا على إعلان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه سيدعو الطرفين لعقد لقاء في باريس.
وقال راديو إسرائيل نقلا عن مصادر لم يسمها انه "لم يتم تجميد المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين،" مشيرا إلى أنه سيتم "استغلال الأيام القليلة المقبلة لمواصلة المحاولات بحثاً عن حلّ سيتيح استمرار المفاوضات."
وبعد ساعات قليلة على انتهاء مهلة الشهور العشرة التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية لوقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية، بدأ المستوطنون في عمليات بناء جديدة في عدد من المستوطنات.
شبكة CNN صورت أعمال بناء مستوطنات جديدة في موقعين على الأقل بالضفة الغربية، حيث يتم استخدام البولدوزرات ومعدات البناء في مستوطنتي "ريفافا" و"آرييل"، بينما تتدفق إليهما معدات البناء والمركبات عبر الطرق السريعة التي تربط المستوطنات في الضفة الغربية.
وتلقي عمليات البناء الجديدة بظلالها على استمرارية المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي كانت قد بدأت في وقت سابق من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، ومن المتوقع أن تضيف المزيد من الضغوط على محمود عباس، للانسحاب من المفاوضات.
فقد أعلن المسؤولون الفلسطينيون غير مرة أن استئناف أعمال البناء والاستيطان في الأراضي التي ستكون جزءاً من الدولة الفلسطينية المستقبلية، سيؤدي إلى الانسحاب من المفاوضات، التي تهدف إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وكان عباس قد أعلن في كلمة له في الجمعية العمومية للأمم المتحدة السبت، أن "على إسرائيل أن تختار بين السلام أو استمرار بناء المستوطنات"، غير أنه لم يرد أي رد فعل حتى الآن من جانب السلطة على انتهاء فترة تجميد الاستيطان.
غير أن نتنياهو، وبعد انتهاء فترة تجميد الاستيطان، حثّ الإسرائيليين المستوطنين إلى ضبط النفس، وبنفس الوقت دعا الفلسطينيين لعدم الانسحاب من المفاوضات.
وقال نتنياهو: "إسرائيل مستعدة لمواصلة الاتصالات خلال الأيام المقبلة من أجل التوصل إلى وسيلة لاستمرار محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية."
وخاطب عباس بضرورة "مواصلة التفاوض معي ومواصلة الطريق نحو السلام."
وفي وقت سابق، سارع المسؤولون الأمريكيون إلى إجراء "مفاوضات مكثفة" للتوسط بين الجانبين، وقال مسؤولان في وزارة الخارجية الأمريكية إن عباس التقى السبت بالمبعوث الأمريكي الخاص للسلام في المنطقة، جورج ميتشل.
وصرح فيليب كراولي، المتحدث باسم الخارجية، بأن المستوطنات قضية مهمة بالنسبة للجانبين، والطريقة الوحيدة لحلها، إلى جانب القضايا المحورية الأخرى، عن طريق المفاوضات المباشرة، وقال: "نأمل أن يتخذ الجانبان القرار الصحيح بالحفاظ على تحرك المفاوضات قدماً."
كما سبق لوزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أن حثت عباس عقب الاجتماع به في نيويورك فجر السبت، على عدم التخلي عن المفاوضات.
وقال مساعد وزيرة الخارجية، جيفري فيلتمان: نحن ندرك تماماً المهلة النهائية ونحث إسرائيل على تمديدها، كما أننا أوضحنا للفلسطينيين بأن الانسحاب من المحادثات لا يصب في مصلحتهم."