نصرالله يواصل انتقاد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان
بيروت، لبنان (CNN) -- ندد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بالمفاوضات المباشرة التي بدأت بين السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، معتبراً أنه "لا قيمة لها وقد ولدت ميتة" بسبب إعلان عدد كبير من الفصائل الفلسطينية عن رفضها للسير فيها، وشدد على أن القدس "لا يمكن أن تكون عاصمة أبدية لإسرائيل."
وتطرق نصرالله، في خطاب ألقاه الجمعة بمناسبة "يوم القدس" إلى الانسحاب الأمريكي من العراق، فقال إن خطاب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، حول تلك الخطوة كان "خطاب هزيمة،" معتبراً أن واشنطن أجبرت على الانسحاب بسبب الخسائر البشرية والاقتصادية التي لحقت بها، وكرر مواقفه الانتقادية من المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري.
وأكد نصرالله على "أهمية مناسبة يوم القدس" التي كان قائد الثورة الإيرانية، روح الله الخميني، أول من أطلق الدعوة إليها، فقال إن "القضية الفلسطينية لا يمكن لأمتنا أن تنساها لأنها جزء من التزامنا الديني وثقافتنا وحضارتنا وماضينا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا."
ورأى نصرالله أن هناك ما وصفها بـ"الثوابت" التي لا يجوز لأحد التراجع عنها، وهي: "أن فلسطين من البحر إلى النهر هي حق للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية ولا يحق لأحد أن يتنازل عن حبة تراب من ترابها المقدس ولا حتى عن حرف من اسمها ولا نقطة مياه من مياهها."
وحول المفاوضات المباشرة التي انطلقت في واشنطن بين الفلسطينيين والإسرائيليين قال نصرالله إنها "ولدت ميتة،" وأضاف: "غالبية الفصائل الفلسطينية رفضت هذه المفاوضات، حتى الفصائل التي ليس لديها نقاش بالمبدأ أعلنت رفضها لها، وكل استطلاعات الرأي أوضحت أن أغلبية الشعب الفلسطيني أعلن رفضه كذلك."
وعن الانسحاب الأميركي من العراق قال نصرالله إنه "عنوان فشل وهزيمة،" وأضاف: "لم يجرؤ أحد في أميركا على إلقاء خطاب نصر بل ما تلي هو خطاب هزيمة وتحدث البعض عن انجاز متواضع وهزيل."
وبحسب نصرالله، فإن الجيش الأمريكي جاء إلى العراق للسيطرة عليه، ولكن واشنطن "فوجئت بعامل المقاومة الذي بدأ باكراً" وأشار سماحته إلى أن حجم الخسائر الأميركية "أكبر من أن يتحملها الشعب الأميركي، وكذلك كان حجم الإنفاق لمواجهة هذه المقاومة هي أكبر من أن تتحمله الخزينة."
ورأى نصرالله أن أمريكا "تتجه إلى فشل، وهي ليست قادرة، لا بل عاجزة عن شن حروب جديدة."
وفي الشأن اللبناني الداخلي، كرر نصرالله موقفه الرافض للمحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، وخاصة بعد التقارير التي أشارت إلى إمكانية توجيه أصابع الاتهام بالملف لعناصر من حزب الله، فقال إن يشعر "أن المقاومة مستهدفة من هذا الباب."
وتابع: "لسنا معنيين بالتحقيق الدولي ولا بالمحكمة ولسنا معنيين بالإجابة عن طلبات مدعي عام المحكمة، وقد قدمنا ما لدينا من قرائن للقضاء اللبناني بناء لطلب القضاء اللبناني."
و تناول نصرالله المواجهات المسلحة التي خاضها عناصر من حزبه مع آخرين من تنظيم "الأحباش" الموالي لدمشق، فقال إن الحادث "فردي" وأضاف أن الرهان على خلاف إيراني سوري "خاطئ." وختم كلمته بالقول: "اليوم في يوم القدس نشعر أننا في الموقع الصحيح وأننا أقرب ما نكون إلى القدس، والمسألة هي مسألة وقت قبل زوال الكيان الإسرائيلي."
وقبل ساعات من خطاب نصرالله، توتر الوضع في جنوب لبنان، على مقربة من الحدود مع إسرائيل، بعد أن سُجّل انفجار ضخم في بلدة الشهابية في مبنى مؤلف من ثلاث طبقات، وأكدت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية أن المنزل كان يحتوي على "مخزن أسلحة."
وسارع الجيش اللبناني إلى تطويق المكان، دون أن تتضح خلفيات الانفجار الذي من المؤكد بأن إسرائيل ستشير إليه على اعتباره أحد أدلة استمرار حزب الله في تخزين الأسلحة جنوبي لبنان، بشكل مخالف للقرار 1701 الذي أوقف معارك يوليو/تموز 2006 بين الحزب وإسرائيل.