نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- شهد حي بروكلين بمدينة نيويورك الأمريكية قبل أسابيع رحيل الطبيب والعالم روبرت وايت، الذي عُرف حول العالم بتنفيذ العمليات الأكثر جرأة في التاريخ، وبينها عملية نقل رأس أحد القرود إلى جسم قرد آخر، ما دفعه للقول بأن ذلك أثبت مسؤولية الدماغ عن وعي المخلوقات، وإن كان قد أدى إلى ثورة معارضة من جانب جمعيات الرفق بالحيوان.
وأجرى وايت أول عملية عندما كان يبلغ من العمر 15 عاماً، إذ قام بتشريح دماغ ضفدع خلال حصة العلوم في المدرسة التي كان يرتادها، ما فتح الباب أمامه للاهتمام بهذا الجانب، لينفذ خلال العقود الخمسة التالية آلاف العمليات المماثلة المتعلقة بالأعصاب والدماغ.
وقال وايت، في واحدة من آخر مقابلاته، وقد أجراها مع موقع شقيق لـCNN، إن تجربة نقل رأس القرد الذي أجراه في العقد السابع من القرن الماضي، كانت ناجحة بشكل كامل، حتى أن القرد استيقظ في وقت لاحق وقام بعض يد الطبيب.
وأضاف أنه قام خلال فترة حياته بكتابة عشرة آلاف مقال، والعمل كمستشار في شأن أخلاقيات الطب لدى أربعة ممن تولى منصب البابا في الفاتيكان، إلى جانب تطويره تقنيات تبريد النخاع الشوكي لتجنب تعرضه لضرر دائم عند الحوادث، وهي تقنيات دفع بعض علماء الأعصاب للدعوة إلى منحه لجائزة نوبل.
ويعتبر وايت أن الاكتشاف الأساسي له هو تأكيد مسؤولية الدماغ عن وعي المخلوقات، وذلك من خلال عملية نقل الرأس التي نفذها، والتي يفضل شخصياً أن يسميها عملية "زرع جسم."
ويرى وايت أن العملية كانت ناجحة، رغم أن القرد لم يعش لأكثر من يومين، ورغم أن اختبارات أخرى تمكنت من تمديد عمر القردة التي تخضع لهذه العملية، إلا أن المشكلة التي ظلت قائمة هي الشلل الذي يصيب أطراف الجسم المتلقي للرأس.