واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- رغم إخفاق العلم في إيجاد لقاح لفيروس نقص المناعة المكتسب، إلا أن باحثين حققوا نجاحا في اكتشاف أدلة جديدة بشأن أسباب إصابة فئة قليلة من المرضى بالفيروس دون أن تبدو عليهم أعراض المرض.
وتقول الدراسة أن حوالي شخص واحد فقط من بين 300 حامل للفيروس، لديهم نظام مناعة بالجسم يمكنهم القدرة الطبيعية على قمع تكاثر الفيروس، وبالتالي حمل نسبة منخفضة منه.
وذكرت الدراسة التي نشرت في "دورية العلوم،" أن اختلافات جينية محددة ربما مسؤولة عن هذا التجاوب غير المألوف لفيروس نقص المناعة المكتسب HIV.
وفي هذه الدراسة، نظر فريق بحث دولي في قرابة ألف من "المسيطرين" وهم من يتمتعون بالقدرة الطبيعية للسيطرة على المرض، و2600 شخصاً من المصابين بفيروس متلازمة نقص المناعة المتقدم.
ووجد العلماء متغيرات صغيرة في بروتين يعرف بـ"HLA-B" وربما تقف وراء القدرة على السيطرة على الفيروس، فالأشخاص ممن لديهم اختلافات محددة في خمسة عناصر من هذا البروتين، وتسمى الأحماض الأمينية، تقوى لديهم الاستجابة المناعية ضد فيروس المرض.
ويذكر أن عدوى فيروس نقص المناعة البشري تتسم بتدهور تدريجي للوظائف المناعية، وأثناء مسار العدوى، يتم إبطال عمل وقتل الخلايا المناعية المهمة المغروفة بخلايا (ت) (CD4+) وتقل أعدادها بشكل مطرد.
وتلعب تلك الخلايا دوراً أساسياً في الاستجابة المناعية حيث تعطي الإشارة للخلايا الأخرى في جهاز المناعة لكي تؤدي وظائفها الخاصة.
وفيروس نقص المناعة البشري HIV, هو فيروس يضعف جهاز المناعة ويؤدي في النهاية إلى متلازمة نقص المناعة المكتسب (الأيدز).
وفي يوليو/تموز الفائت، أعلن علماء أنهم توصلوا أخيراً ما يمكن وصفه بأول اختراق جدي على صعيد مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة المسبب لمرض "الإيدز" وتوفير لقاح مضاد له، وذلك بعدما نجحوا في العثور على ثلاثة أجسام مضادة طبيعية في جسم الإنسان لديها القدرة على عزل حركة 90 في المائة من سلالات فيروس HIV المعروفة.
وقال بيتر كونغ، كبير أخصائيي علوم الأحياء الهيكلية في المعهد القومي الأمريكي للحساسية والأمراض الشديدة العدوى: "هذا أمر بالغ الأهمية لأنه بات لدينا أخيراً أجسام مضادة قادرة على تشكيل اللبنة الأساسية لأي لقاح مستقبلي."