واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) --يعاني ثلث البالغين في الولايات المتحدة من البدانة، ورغم بقاء هذا المعدل المرتفع ثابت نسبياً على مدى العقد الماضي، إلا أن علماء حذروا من أن الأسوأ مازال في الطريق.
ولفت باحثون من "جامعة هارفارد" الأمريكية أنه في حال استمرار هذا النمط، فإن معدل السمنة في البلاد لن يستقر حتى يصل إلى ما لا يقل عن 42 في المائة حوالي عام 2050.
وقالت أليسون هيل، من كلية الفيزياء الحيوية بالجامعة: "التباطؤ الأخير في ارتفاع معدل انتشار السمنة هو جزء طبيعي من بلوغ وباء البدانة مرحلة التشبع"، ونوهت: "معدلات البدانة "سوف لا تزال تستمر في الزيادة، وإن كان بمعدل أبطأ، ما لم يحصل أي تدخلات".
وتستند هذه التوقعات القاتمة، على بحوث عن الشبكات الاجتماعية قام بها دكتور نيكولاس كريستاكيس، أستاذ علم الاجتماع الطبي في كلية الطب بجامعة هارفارد ، في بوسطن.
وفي دراسة أجريت عام 2007 نشرت في "دورية نيو انغلاند الطبية" توقع كريستاكيس إمكانية انتشار البدانة من خلال الشبكات الاجتماعية، على غرار الأنفلونزا، وذهب العالم في دراسة أخرى، باستخدام هذه النظرية و"الأمراض المعدية" كنموذج للسمنة للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية.
ووجدت الدراسة أن البدانة ككرة الثلج، كبرت كلما تدحرجت، وتزداد احتمالية التحول نحو السمنة مع كل فرد إضافي مصاب بها سواء في العائلة أو الأصدقاء أو الزملاء، كما وجدت أن من يعانون من السمنة المفرطة يبدو لديهم تأثير أقوى على الأصدقاء والعائلة عما كان عليه الوضع عام 1971.
وعقبت هيل على تلك الدراسة قائلة: على مدى السنوات الأربعين الماضين، كانت هناك زيادة مطردة في معدل العدوى، وهي الآن أعلى كانت عليه.. ما يتغير مع مرور الوقت هو مقدار تأثير كل كل صديق بدين عليك."
وتقول الدراسة إن التأثير ينصب على الجانب السلبي وهو كسب المزيد من الوزن، وليس نقصانه، فهو "معد"
هذا وقد كشفت دراسة أجرتها دائرة الرقابة على الأمراض والوقاية ومؤسسة "آر تي آي" الدولية، وهي مؤسسة غير ربحية، في عام 2009 أن إجمالي الإنفاق السنوي للولايات المتحدة المباشر وغير المباشر على معالجة السمنة يصل إلى 147 مليار دولار.
واعتمدت الدراسة على أرقام تم جمعها خلال العام 2006.
وكشفت أرقام العام 2006 أن مرضى السمنة ينفقون على العلاج في المتوسط ما يزيد على 1429 دولار عما ينفقه الإنسان ذو الوزن الطبيعي، أي أن نفقات علاج المريض بالسمنة تزيد على متوسط نفقات العلاج لمواطن الطبيعي بنسبة 42 في المائة.
وكان تقرير أمريكي نشر مؤخراً قد كشف المزيد من الآثار السلبية لظاهرة السمنة الواسعة الانتشار، وأنها تقف وراء أكثر من 100 ألف إصابة بالسرطان في الولايات المتحدة.