كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- عادت مركبة الفضاء الجديدة والغامضة، X-37B OTV وتعرف بـ"طائرة الفضاء"، إلى الأرض الجمعة، منهية مهمة مازالت محاطة بالسرية التامة منذ إطلاقها في إبريل/نيسان الماضي.
وهبطت المركبة، التي تحمل رسميا اسم "مركبة الاختبار المداري 1" في قاعدة "فاندبيرغ" بولاية كاليفورنيا بعد أن أمضت أكثر من سبعة أشهر في الفضاء في رحلتها الأولى.
وكان إطلاق سلاح الجو الأمريكي في إبريل/نيسان للمركبة الفضائية الجديدة، قد أثار الكثير من الجدل في الأوساط الأمنية والعلمية، وذلك بسبب ندرة المعلومات المتوفرة حول طبيعة المركبة وقدراتها والأهداف التي دفعت واشنطن لتطويرها.
وقال العميد، تروي غيس، مدير برنامج X-37B التابع لـAFRCO "هبوط اليوم يتوج مهمة ناجحة تقوم على عمل جماعي وثيق بين جناح الفضاء الثلاثين، و"بوينغ" ومكتب القوات الجوية سريعة القدرات.... "نحن سعداء جدا بأن البرنامج قد أنجز جميع الأهداف في المدار لأول بعثة".
وبدوره قال الجو في بيان: "خلال 220 يوماً في المدار.. الطائرة الفضاء بدون طيار أجريت "تجارب في المدار" و "أطلقت محركها المداري المناور في المدار الأرضي المنخفض لتنفيذ عملية إعادة الدخول الذاتية قبيل الهبوط.
وخلافاً لذلك ، فإن الطبيعة الدقيقة لمهمة طائرة الفضاء الجديدة لا يزال سرياً، ومن المتوقع أن يطلق سلاح الجو الأمريكي المركبة في رحلة جديدة مقررة في ربيع عام 2011.
يذكر أن الطائرة قادرة على البقاء في الفضاء لمدة 270 يوماً دون توقف، وهي تشبه من حيث الشكل الخارجي المكوك العادي، ولكنها أصغر حجماً بكثير، وتنفذ هذه الرحلة دون ركاب.
وعند الكشف عن المركبة استعداداً لإطلاقها في إبريل/مارس، قال البعض إنها مقدمة لتصنيع طائرات فائقة السرعة أو لإعداد جيل جديد من المركبات القادرة على الحلول محل برنامج "مكوك الفضاء" الحالي، بينما حذرت أوساط من إمكانية أن تكون "طائرة الفضاء" عبارة عن سلاح سري جديد يمكنه توجيه ضربات إلى أهداف على الأرض بسرعة فائقة.
وقالت فيكتوريا سامسون، مديرة "مؤسسة أمن العالم" لشبكة CNN: "هناك قلق كبير حيال هذه المركبة وإمكانية أن تكون قادرة على تدمير الأقمار الصناعية للدول المعادية، أو قابلة للاستخدام كأداة للرد السريع بسبب سرعتها في الوصول للأماكن المستهدفة حول العالم."
من جانبه، نفى غاري بيتن، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون أبحاث الفضاء، هذه التقارير، وقال إن المركبة لا تدخل ضمن ما يعرف بـ"برامج التسليح الفضائية"، واعتبر أن الأمر لا يعدو إنتاج مركبات صغيرة الحجم وقادرة على أداء نفس دور مكوك الفضاء.
أما ديفيد هاملتون، مدير برنامج تطوير الإمكانيات الفضائية في سلاح الجو الأمريكي، فقال إن المركبة الجديدة "ستحدث ثورة في مجال أسلوب تعامل سلاح الجو مع الفضاء، وذلك من خلال توفير إمكانية غزوه باستخدام نقالات تشبه الطائرات"، مثل X-37B OTV.
وأضاف هاملتون أن هذه المركبة هي أول منتج فضائي أمريكي قادر على ارتياد الفضاء والعودة منه، بعد عقود على تطوير فكرة مكوك الفضاء المستخدم حالياً، لكنه رفض الكشف عن سعر هذه المركبة أو قيمة برنامج تطويرها، علماً بأنها من تصميم شركة "بوينغ."