الإصابات بانفلونزا الخنازير لم تتوقف بعد، رغم انخفاض حدة الضجة التي أثيرت حول هذا المرض
وقد ذكرت واحدة من إحصائيات هارفارد أن حوالي نصف الشعب الأمريكي يؤمن أن مشكلة هذه الأنفلونزا قد انتهت، وثلثهم فقط ما زال يخشى وجودها، وهذا ما يفسر امتناع ثلاثة من أصل أربعة أشخاص عن تلقي اللقاح المضاد لهذا المرض الوبائي.
وتظهر إحصائيات مركز التحكم بالأمراض أن موجة هذا المرض لموسمي الخريف والشتاء قد تراجعت عن حدها الأقصى، كما تراجع عدد المرضى المراجعين لعيادات الأطباء والمصابين بأعراض الأنفلونزا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عن عتبة المعايير الوبائية. وفي نفس تلك المدة الزمنية زاد عدد الوفيات الناجمة عن ذات الرئة والأنفلونزا عن الحد الذي تعتبره إحصائيات CDC وباءا موسميا.
وحيث أنه لم تعتبر الأنفلونزا مسوؤلة عن تلك الوفيات، إلا أن هذا العدد والتقارير الخاصة بتسع حالات، لأطفال قضوا بعد الإصابة بأنفلونزا H1N1، خلال الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، أعاد إلى الأذهان أن هذه الأنفلونزا مازالت تسبب القلق للناس وتمرضهم، بل ربما تكون السبب في موت عدد منهم.
وقد صرحت الدكتورة آن شوشات، رئيسة قسم أمراض الجهاز التنفسي في مركز التحكم بالأمراض: "لا يزال هذا الفيروس يحوم حولنا، ومازال الناس يقبلون على المستشفيات للعلاج، وقد لا يشفى بعضهم. وانتشاره المستمر يعرض أولئك الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح للإصابة."
ولا تتوقع شوشات حدوث إصابات كثيرة أخرى بأنفلونزا H1N1، إلا أن استمرار انتشار مسببات المرض قد يزيد في المدة الزمنية المحتملة لانتهائه.
وقد أظهر استطلاع أجرته الـ CDC، خلال الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، أن حوالي 70 مليون شخص من سكان الولايات المتحدة، قد تم تطعيمهم ضد هذا النوع من الأنفلونزا خلال عام 2009، وأكدت معلومات قاطعة أن 61 مليون جرعة من التي تم إعطاؤها، أثبتت سلامة هذا اللقاح.
يذكر أن استطلاعا للمركز أظهر أن 37 في المائة من الأطفال الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح، أتموا الجرعة الثانية منه، والتي بدونها يعتبر الطفل غير منيع ضد هذا المرض، لذا فقد حثت الدكتورة شوشات الآباء على إتمام المرحلة الثانية من تطعيم أبنائهم لحمايتهم من الإصابة بالمرض .