التسلل لأجهز البنتاغون قد يكون كارثيا
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- بدأت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" في تدريب موظفيها على على التسلل إلى أجهزة الكمبيوتر وشبكات الإنترنت الخاصة بالوزارة، في مسعى منها لمواجهة الهجمات المتزايدة التي يشنها القراصنة.
وقال جاي بافيسي، الذي اختار البنتاغون شركته للإشراف على تدريب عدد من موظفي الوزارة الذين يعملون في قطاعات مرتبطة بأمن الكمبيوتر، "حتى تتمكن من هزيمة القراصنة عليك أن تفكر مثلهم."
لكن البنتاغون لا يعتبر هذا التدريب بمثابة "دورة قرصنة،" إذ يقول المتحدث باسم الوزارة الكولونيل إيرك بتربف إن الموظفين "لا يأخذون دورة في كيفية التسلل، بل إنهم يتعلمون كيف يدافعوا عن الشبكات في حال هاجمها القراصنة."
وفي النصف الأول من عام 2009، تعرضت شبكات البنتاغون لأكثر من 45 ألف هجمة إلكترونية، وقدر تقرير حكومي أن مجمل الهجمات خلال العام ذاته كاملا ارتفاع بنحو 60 في المائة عن عام 2008، وكلف الوزارة نحو 100 مليون دولار.
وفي ديسمبر/كانون أول الماضي، نظمت في الولايات المتحدة مسابقة "تحدي الشبكة" لاختراق أكبر عدد من أجهزة الكمبيوتر، ومن ثم الدفاع عنها بوجه هجمات أخرى، وقد فاز فيها القرصان الأمريكي كريس بيندكت.
وقالت الجهة المنظمة للمسابقة إنها تستخدم المعطيات التي تظهر من خلال أداء القراصنة لمعرفة نقاط الضعف في أنظمة أمان الانترنت، وذلك لأسباب تتراوح بين المنفعة الاقتصادية والحماية الأمنية، بعد أن حذّرت جهات استخباراتية من خطر تعرض الولايات المتحدة لهجمات إلكترونية أكثر تدميراً من 11 سبتمبر/أيلول.
ونجح بيندكت، 21 عاماً، وهو من بلدة نيفو الصغيرة بولاية إلينوي في إلحاق الهزيمة بـ15 من أخطر القراصنة، يتقدمهم مايكل كوبولا، 17 عاماً، ومات بيرغن، 20 عاماً.
وذكرت شركة SANS للخدمات الأمنية الإلكترونية التي نظمت الحدث، أن المسابقة تسعى إلى تحديد هوية أمهر القراصنة وتوفير وظائف لهم مستقبلاً ضمن ما يعرف بـ"خبراء الأمن الشبكي" لضمان مكافحة عمليات الاختراق التي قد تتعرض لها القطاعات الصناعية والعسكرية.
وكان المدير السابق لجهاز الاستخبارات القومية الأمريكية، مايك ماكونيل، قد حذّر من حصول ما وصفها بـ"أحداث كارثية" إن نجحت جهات معادية لواشنطن في اختراق أنظمة الكومبيوتر وشن هجمات عليها عبر تعطيل شبكة الكهرباء في موسم الشتاء مثلاً أو تدمير قواعد معلومات المصارف والشركات المالية.
وقال ماكونيل: "أعتقد أن سيناريو من هذا النوع سيكون له تأثير اقتصادي على الولايات المتحدة والعالم يفوق بكثير ما شهدناه عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001،" التي شنها تنظيم القاعدة على نيويورك وواشنطن.