المرض قد ينتشر على كامل الجسم
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أعلن علماء من جامعة كولومبيا الأمريكية أنهم وجدوا الجين المسؤول عن ظهور طفرة الصلع الموضوعي المعروف شعبياً باسم "الثعلبة" الذي يصيب الكثير من الناس حول العالم، مشيرين إلى أن ذلك قد يفتح الباب أمام إيجاد علاجات متقدمة لهذا المرض الجلدي المحرج.
وبحسب العاملين على البحث، فإن الجين مسؤول عن تطور المرض الذي قد ينتشر مؤدياً إلى تساقط الشعر عن كامل الجسم، وهو يصيب الملايين ويعتبر ثاني أكثر أمراض المناعة الذاتية انتشاراً، بعد الصلع لدى الرجال حول العالم، ولم يتمكن الطب الحديث من تقديم علاج ناجع له حتى الآن.
وتشكل بعض المساحيق الموضوعية الحل الوحيد لمواجهة المرض حالياً، وقد يضطر الأطباء في الحالات المتقدمة إلى حقن الجلد بمادة الستيرود، وهو أمر غير مضمون النجاح.
وقالت أنجيلا كريستيانو، أخصائية الأمراض الجلدية والجينية في جامعة كولومبيا إن أهمية اكتشافها ينبع من واقع أن الأطباء كانوا يعتقدون بأن أسباب ظهور "الثعلبة" تعود إلى التهابات موضعية في جلد الرأس أسبابها خارجية، ولم يكن لديهم فكرة عن وقوف دوافع جينية خلف المرض.
وأضافت كريستيانو إن الخلل الجيني المسبب للمرض قريب من مشاكل جينية أخرى، مثل السكري من النوع الأول والروماتيزم، وبما أن الأطباء تمكنوا من إيجاد علاجات جينية لهذه الأمراض، فلابد أن تكون مهمة إنتاج علاج للثعلبة أمراً سهلاً.
وتابعت كريستيانو، وهو شخصياً إحدى المصابات بمرض الثعلبة قائلة: "هذا الاكتشاف يمنحنا الأمل بإيجاد علاج مناسب، ويضع الأهداف الواجب الوصول إليها أمام شركات تصنيع الأدوية."
يشار إلى أن الدراسة اعتمدت على فحص عينات من ألف مصاب بالمرض، وقد تمكنت من تحديد ثمانية جينات مرتبطة بالمرض، ولكنها شخصت جيناً واحداً يمكن له أن يؤدي لظهور الثعلبة.
وأشادت فيكي كالابوكس، إحدى الناشطات الاجتماعيات في مجال مكافحة الثعلبة وآثارها بالبحث ونتائجه قائلة: "هذا اكتشاف مذهل باعتبار أن المرض يصيب عدداً كبيراً من الأشخاص حول العالم، ولديه انعكاسات سلبية مثل الشعور بالعزلة الاجتماعية والاكتئاب، خاصة لدى صغار السن."
وتبدأ الثعلبة عادة برقعة صغيرة خالية من الشعر على الرأس، ومن ثم تبدأ في الانتشار والتوسع، وقد تشمل كامل فروة الرأس، وفي حالات متقدمة تؤدي إلى تساقط الجلد عن كامل الجسم، ويشعر المريض بعذاب نفسي جراء ظهورها، خاصة وأنها قد تعاود البروز في أي وقت، حتى بعد العلاج.