الكثير من الأجانب يقصدون شرق آسيا للسياحة العلاجية
نيودلهي، الهند (CNN) -- رفضت الهند النتائج التي توصل إليها علماء بريطانيون عن شكل جديد من البكتيريا "مقاومة" للمضادات الحيوية، تصيب المرضى الذين سافروا إلى الهند في جنوب آسيا لتلقي العلاج.
وأصرت وزارة الصحة الهندية في بيان لها، أن مثل هذه الكائنات موجودة عالميا، وقد تكون من أمعاء البشر والحيوانات على الصعيد العالمي، وليس الهند تحديداً، فيما من الممكن أن يكون هناك مليارات من هذه الأحداث في أي لحظة،" حسبما ذكرت الوزارة.
وكان متخصصون بريطانيون أطلقوا تحذيرات بشأن انتشار نوع جديد من البكتيريا المقاومة حتى لأقوى المضادات الحيوية تم رصدها داخل المستشفيات البريطانية.
وتفرز هذه البكتيريا، حسب الخبراء، إنزيما يطلق عليه اسم "إن دي إم - وان"، وهو الذي من الممكن أن يكون وصل إلى البلاد عن طريق مرضى بريطانيين ذهبوا للعلاج في الخارج أو إجراء عمليات جراحية مثل عمليات التجميل في بلاد مثل الهند وباكستان.
وقالت الوزارة إنه "على الرغم من أن هذه الكائنات قد تكون أكثر شيوعا وتداولاً في العالم بسبب السفر الدولي ولكن لربط هذا مع سلامة المستشفيات لإجراء عمليات جراحية في الهند، وذكر أمثلة فردية لإثبات أن وجود نتيجة لهذه الكائنات في البيئة الهندية، وما يقال عن أن الهند ليست مكان آمن للزيارة، هو خطأ."
وحدد الأطباء 29 مريضا في المملكة المتحدة أصيبوا بحالات العدوى الجديدة، في حين سافر معظمهم إلى الهند وباكستان أو بنغلاديش لأجل الفحوصات والإجراءات الطبية، بما في ذلك الجراحات التجميلية الاختيارية، إضافة إلى عشرات المرضى من آسيا كما حصل في حالات العدوى، وفقا لباحثين من جامعة كارديف.
ووفقاً لمجلة "لانسيت" الطبية، "فالسياح الذين يتلمسون العلاج في آسيا، يصبحون بذلك موطن لنقل نوع خطير من البكتيريا المقاومة لمعظم ما هو معروف من جميع المضادات الحيوية المعروفة."
وقالت المجلة الطبية "إنها سلالات جديدة تظهر على نطاق واسع في المراكز الطبية في جنوب آسيا وأيضا رصدت في كندا واستراليا وهولندا والسويد والولايات المتحدة.
وفي شهر يونيو/ حزيران الماضي، رصدت مراكز أمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ثلاث حالات حيث أصيب المرضى الذين يعانون من البكتيريا التي تحمل الجينات NDM - 1. وقد خضعوا جميعهم للرعاية الطبية في الهند.
وفي حين تم الكشف عن نحو 50 حالة في بريطانيا، إلا أن العلماء أعربوا عن مخاوفهم من انتشار هذه البكتيريا في شتى أنحاء العالم.
وقالت مجلة "لانسيت"، وهي تصدر في بريطانيا، إن هناك حاجة ماسة إلى تشديد الإجراءات وإنتاج عقاقير جديدة قادرة على مواجهة هذه البكتريا.
وأوضح الخبراء أن إنزيم "إن دي إم - وان" يوجد داخل أنواع كثيرة من البكتيريا مثل بكتيريا "إي. كولي" ويعمل هذا الإنزيم على زيادة مقاومة البكتيريا لأقوى المضادات الحيوية، فيما تستخدم هذه التقنية في حالات الطوارئ ومواجهة أي عدوى تسبب فيها نوع من البكتيريا.
ويخشى الخبراء من أن ينتقل هذا الإنزيم إلى نوع جديد من البكتيريا مقاوم بالفعل لعدد كبير من المضادات الحيوية وفي هذه الحالة قد تظهر أنواع خطيرة من العدوى سريعة الانتشار والانتقال من شخص إلى شخص وتجعل من علاجها أمرا مستحيلا.
ووفقاً لتقارير إخبارية سابقة، فقد اكتشف الباحثون نوعا واحدا على الأقل من العدوى ناتجا عن إنزيم "إن دي إم-وان" مقاوم لكل أنواع المضادات الحيوية المعروفة. وظهرت حالات مماثلة لهذه العدوى في كل من الولايات المتحدة وأستراليا وهولندا.
ويحذر الباحثون من أن إنزيم "إن دي إم - وان" قد يصبح خطراً يهدد الصحة العالمية خصوصاً بعد أن انتقلت الإصابة بهذه العدوى من شخص إلى آخر في بريطانيا.