العمل لساعات طويلة مضر للصحة
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- ترى دراسة أمريكية أن العمل لساعات طويلة يزيد من خطر الموت من أمراض القلب، إلا أن الحفاظ على اللياقة البدنية قد يقلص هذا الخطر.
وقال أندرياس هولتمان، الذي قاد الدراسة: "الذين يعملون أكثر من 45 ساعة في الأسبوع، يتضاعف بينهم خطر الوفاة بأمراض القلب مقارنة بالذين يعملون ساعات عمل اعتيادية، وتقل عن 40 ساعة في الأسبوع."
وشارك في الدراسة، التي نشرت في دورية "القلب"، 5 آلاف رجل أبيض، تراوحت أعمارهم بين سن 40 و59 عاماً، جرت متابعتهم على مدى زاد عن 30 عاماً.
ووجدت الدراسة أن العمل ساعات إضافية يرهق نظام القلب والأوعية الدموية مسبباً تنشيط نبضات القلب وضغط الدم، إلا أنه وفي حالة التمتع بلياقة بدنية عالية، فأن الجسم يتعافى بشكل أسرع، ويقلل من الإجهاد الفسيولوجي الناجم عن العمل لساعات طويلة.
وخلص البحث إلى أن مخاطر الوفاة من أمراض القلب الناجم عن العمل لساعات طويلة يمكن تلافيه بممارسة قدر كاف من التمارين البدنية.
ويقدر المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة أن ما بين 3 إلى 5 في المائة من البالغين فقط، يمارسون التمارين البدينة لمدة نصف ساعة يومياً، خمسة أيام في الأسبوع.
ويقول القائمون على البحث إن التمارين البدنية لمدة 30 دقيقة، ثلاثة مرات في الأسبوع، كافية لتحسين اللياقة البدنية.
وتؤكد الدراسة ما أثبته بحث بريطاني نشر في مايو/أيار الماضي، وجد أن "الأشخاص الذين يعملون أكثر من 10 ساعات في اليوم يكونوا أكثر بنحو 60 في المائة، عرضة للإصابة بأمراض القلب أو النوبات القلبية مقارنة بالأشخاص الذين يعملون سبع ساعات فقط في اليوم."
وليس من الواضح الأسباب وراء ذلك، لكن الباحثين يشيرون إلى أن كل ذلك الوقت في العمل يعني وقتا أقل للاسترخاء والعناية بالنفس، كما أن الإجهاد يلعب دورا أيضا.
ووجدت الدراسة أن ساعات العمل الطويلة تضر القلب حتى وإن لم يشعر الشخص بالإجهاد أو الإرهاق أو التعب جراء ساعات العمل الإضافية.
وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة ماريانا فيرتانن اختصاصية علم الأوبئة في المعهد الفنلندي للصحة المهنية وكلية لندن الجامعية، إن "التوازن بين العمل ووقت الفراغ مهم جدا."
وتضيف الطبيبة "إذا كنت تعمل لساعات طويلة، فالحقيقة هي أنك يمكن أن تتعرض لمستويات أعلى من التوتر وليس لديك الوقت الكافي للعناية الصحية.. ينبغي على الأطباء أن يضعوا ساعات العمل الطويلة على قائمة عوامل الخطر المحتملة لأمراض القلب."