دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- فجرت الهزيمة الثقيلة التي منى بها فريق الترجي التونسي أمام ضيفه فريق مازيمبي الكونغولي، بخماسية نظيفة في ذهاب بنهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا، غضب الجماهير التونسية وخبراء الكرة بدول المغرب العربي، خاصة وان الخسارة الثقيلة تعتبر ثاني اكبر هزيمة في نهائي البطولة، بعد هزيمة فريق غورماهيا الكيني أمام فريق كانون ياوندي الكاميروني في نهائي البطولة عام 1979.
وفجرت هزيمة الترجي تساؤلات عديدة حول تراجع مستوى كرة القدم في المغرب العربي في السنوات الأخيرة، وهو ما لفت نظر خبراء اللعبة في المغرب والجزائر وتونس، وأصابهم بالإحباط والغضب، خاصة وأن صولات وجولات فرق المغرب العربي كانت لافته للنظر في الماضي، وكانت تلك المنتخبات من الضيوف الدائمين في كأس العالم.
ولكن تراجع مستوى الكرة هناك غيب تلك المنتخبات عن المونديال، لدرجة أن المنتخب الجزائري كان الفريق العربي الوحيد في مونديال جنوب أفريقيا الأخير بعد غياب "الخضر" عن فعاليات كأس العالم لمدة 24 عاما.
وانتقد خبراء الكرة في المغرب العربي إدارة اللعبة في بلادهم، وحملوا المسؤولين هناك مسؤولية هذا التراجع الكبير، ووصفوا هؤلاء المسؤولين بـ "الضعف" وعدم القدرة على إدارة كرة القدم.
وقلل رئيس اللجنة الأولمبية التونسية ورئس نادي الترجي الأسبق سليم شيبوب، من أزمة تراجع مستوى الكرة في دول المغرب، مؤكدا أن التراجع ليس بالدرجة التي تثير المخاوف، وأن الكرة المغربية حاضرة .
وقال شيبوب لـCNN بالعربية، إن فرق أندية دول المغرب العربي دائما ما تكون حاضرة في الأدوار النهائية لبطولتي الأندية الأفريقية، رغم أن مواعيد تلك البطولات غير مناسبة لدول الشمال الأفريقي لأنها تبدأ في شهر مارس/آذار وتستمر لشهر نوفمبر/تشرين الثاني، بما يعني أنها تستمر لموسمين بحسابات البطولات المحلية لدول الشمال، وأن الكاف يضع مواعيد بطولاته بما يتناسب مع بقية الدول الأفريقية، ورغم ذلك فالأندية في المغرب العربي تنافس بقوة على الألقاب.
وعن الهزيمة القاسية التي تعرض لها فريق الترجي أمام مازيمبي بخمسة أهداف دون مقابل، قال شيبوب إن الفريق التونسي تعرض لظروف قاسية كانت وراء الهزيمة، وأن الحكم ارتكب أخطاء واضحة وكبيرة أثرت على نتيجة اللقاء.
واعترف رئيس اللجنة الاولمبية التونسية بتراجع مستوى المنتخبات في المغرب العربي، وأن ذلك يعود إلى عدة عوامل، منها أن تلك المنتخبات افتقدت في السنوات الأخيرة لوجود اللاعب المحترف صاحب المستوى العالي الذي يفيد منتخب بلاده، فعلى سبيل المثال نجد أن اللاعبين المحترفين في تونس يلعبون في أندية صغيرة وضعيفة، وبالتالي مردودهم في المنتخب يكون ضعيفا، بالإضافة إلى أن مواعيد التصفيات الأفريقية المؤهلة للبطولات تبدأ في الصيف، وتكون كل الفرق في إجازة ما بين الموسمين، وبالتالي تجد المنتخبات صعوبة في استعادة مستواها في بداية التصفيات.
من جانبه قال نجم وقائد المنتخب الجزائري الأسبق رابح ماجر، في تصريحات لـCNN بالعربية ، إن الكرة في المغرب العربي تراجعت بشكل ملحوظ لكل المتابعين، ولكن هذا التراجع لم يلفت نظر القائمين على اللعبة، ولابد وأن نعترف بهذا التراجع إذا أردنا استعادة مستواها في المستقبل القريب وليس البعيد، لأن غياب الكرة المغربية ليس في صالح الأجيال القادمة.
وأوضح ماجر أن الكرة في دول المغرب العربي تسير خطوة للأمام وعشر خطوات للخلف، في السنوات الأخيرة، بسبب السياسات الكروية التي يتخذها المسؤولين في تلك الدول، فالكرة في الجزائر عانت سنوات طويلة، حتى عادت للظهور من جديد في كأس العالم الماضية، ولكن لم يقدم "الخضر" المستوى اللائق، وخرجوا من الدور الأول، بعد أداء ضعيف، وهذا راجع للسياسات التي يتبعها المسؤولون عن الكرة الجزائرية.
وظهر ذلك بوضوح في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة بغينيا الاستوائية والغابون عام 2012، حيث يعاني المنتخب الجزائري بشدة في التصفيات ومهدد بعدم التأهل.
وأضاف نجم فريق بورتو البرتغالي الأسبق، أن الأزمة الحقيقة التي يعانيها منتخب الجزائر تعود إلى أن تشكيل المنتخب يكون من لاعبين محترفين بالكامل، وفي أندية صغيرة وضعيفة، وهو ما يؤدي إلى غياب الانسجام بين اللاعبين في المباريات الدولية، لأن اللاعبين لا يجتمعون إلا في المباريات الرسمية أو الودية وهى قليلة العدد طوال العام، بالإضافة إلى أن طموح المسؤولين أقل بكثير من طموح الجماهير، وتغلب على قراراتهم المجاملة الواضحة.
وطالب المدير الفني الأسبق للمنتخب الجزائري، بضرورة العودة لتشكيل المنتخب من لاعبين محليين، مع تطعيم الفريق باللاعبين المحترفين في أندية جيدة، وهذا سيخلق الانسجام المفقود حاليا.
وشن نجم الكرة المغربية السابق عزيز بودربالة، هجوما حادا على المسؤولين في المغرب العربي، مؤكدا أنهم السبب الأول وراء تراجع مستوى كرة القدم، وأن المستقبل لا ينبأ بأي جديد، وأن الكرة المغربية ستستمر في معاناتها.
ووصف بودربالة المسؤولين عن الكرة في المغرب العربي بـ"المتطفلين الذين ليس لهم علاقة بالرياضة بصفة عامة أو بكرة القدم بصفة خاصة، وليس لهم دراية كاملة بكيفية إدارة كرة القدم،" بدليل التراجع الشديد في مستواها في السنوات الأخيرة، وهروب جميع نجوم اللعبة السابقين من الحقل الإداري، بعد أن أبعدهم المسؤولون الحاليون عن اللعبة، لدرجة أن بعضهم اتجه للعمل السينمائي.
وفسر لاعب المنتخب المغربي السابق التراجع الحاد في مستوى كرة القدم في المغرب العربي، بأن المنتخبات تفتقر لوجود مدربين كبار يفيدون الفرق، وأن اختيارات المسؤولين يغلب عليها المجاملة، ولا يقدرون المكان الذي يديرونه.