خاص بموقع CNN بالعربية
وائل جمعة، لاعب المنتخب الوطني المصري
ينشر موقع CNN بالعربية مقابلات وحوارات خاصة مع أعلام الرياضة العرب، يتحدثون فيها عن همومهم وطموحاتهم، بالإضافة إلى أبرز القضايا على الساحة الرياضية. وتجدر الإشارة إلى أن الموقع غير مسؤول عن الآراء الواردة في المقابلات.
القاهرة، مصر(CNN)-- قال مدافع منتخب مصر والنادي الأهلي، وائل جمعة، إن اللعب في كأس العالم لا يعوضه شيء آخر، خاصة وأن لاعبي المنتخب المصري تذوقوا حلاوة اللعب في مثل هذه المناسبات الكبيرة في كأس العالم للقارات، إلا أن الفوز ببطولة الأمم الأفريقية للمرة الثالثة على التوالي عوض اللاعبين بعض الشيء.
وأضاف جمعة في مقابلة مع CNN بالعربيةن إنه إتخذ قرار الإعتزال الدولي بعد خسارة لقاء الجزائر الفاصل في تصفيات كاس العالم بأم درمان السودانية، ولكنه وبعد إجتماع المدير الفني للمنتخب حسن شحاتة معه، تراجع عن قراره، بالإضافة الى المكالمة الهاتفية التي تلقاها من المدير الفني الأسبق لفريق الأهلي مانويل جوزيه، وحديث زميله محمد أبوتريكة.
وأشار مدافع منتخب مصر الى أن الفراعنة فازوا بالبطولة الأفريقية للإستقرار الفني الموجود داخل الفريق، ووجود هدف واضح أمامهم، معترفا بأن بطولة الأمم الأفريقية 2008 بغانا كانت الأقوى والأصعب من بين البطولات الثلاثة الأخيرة.
وإختار المدافع المصري الدولي المهاجم الإيفواري ديديه دروجبا كأفضل مهاجم راقبه طوال البطولات الثلاثة، بالإضافة الى الكاميروني صامويل إيتو، والغاني أسامواه جيان.
وفيما يلي نص اللقاء:
لماذا فاز منتخب مصر ببطولة الأمم الأفريقية للمرة الثالثة على التوالي؟
لأننا بدأنا التحضير مبكرا للبطولة عقب المباراة الفاصلة أمام الجزائر في تصفيات كأس العالم، وكانت درجة التركيز كبيرة في البطولة، كما أن منتخب مصر منسجم جدا، سواء اللاعبين مع بعضهم البعض أو مع الجهاز الفني، بالإضافة الى الإستقرار الفني داخل الفريق، ووضع أهداف محددة قبل البطولة، فالجهاز الفني للمنتخب ينجح دائما في تحضير الفريق للبطولات، ويضع الهدف قبل أي مرحلة. فبعد الخروج من تصفيات كأس العالم عانينا من حالة إحباط شديد لخسارة بطاقة التأهل، ولكن الجهاز الفني نجح بدرجة إمتياز في إخراج اللاعبين من هذه الحالة، وطالبنا بضرورة تحقيق الفوز بالبطولة الأفريقية لتعويض الخروج من كأس العالم.
وهنا أريد أن أشير الى أن المدير الفني للمنتخب حسن شحاتة، كان له دور كبير في الفوز ببطولة أفريقيا بعد أن نجح في إخراج اللاعبين من الحالة النفسية السيئة التي كانوا يعانون منها بعد الخسارة أمام الجزائر، وضياع حلم الوصول لنهائيات كأس العالم.
هل حالة الإحباط كانت وراء تفكيرك السابق بالإعتزال الدولي؟
نعم إتخذت قرار الإعتزال الدولي بعد الفشل في التأهل لنهائيات كأس العالم في لحظة يأس.
لماذا تراجعت عن القرار فيما بعد ؟
بعد أن أبلغت بعض المقربين مني بتفكيري في إعلان إعتزالي، إجتمع بي حسن شحاتة، وأكد لي أن ما أفكر فيه قرار خاطيء، ولابد من الإستمرار في الملاعب الدولية، لأن منتخب مصر في حاجة لجهودي في المرحلة المقبلة، خاصة وأن المنتخب مقبل على بطولة الأمم الأفريقية. كما أن المدير الفني السابق لفريق الأهلي، مانويل جوزيه، طلب مني عدم الإعتزال الدولي، بالإضافة الى أن محمد أبوتريكة تحدث معي في نفس الأمر، ولهذا تراجعت عن قرار الإعتزال الدولي.
هل فكرت في الإعتزال بسب عامل السن ؟
تفكيري في الإعتزال لم يكن بسبب عامل السن فقط، ولكن بالدرجة الأولى كان بسبب حالة الإحباط لعدم الوصول لكأس العالم. فرغم وصولي لسن الرابعة والثلاثين من عمري إلا أن استمرار اللاعب في الملاعب لا يرتبط بالسن، ولكن بالقدرة على العطاء. فاللاعب الكبير يلعب بالخبرة ولياقتة البدينة، لأنه يكون حريصا على التدريب القوي، بينما اللاعب الصغير يعتمد على صحتة فقط. وقائد المنتخب المصري أحمد حسن، أكبر مثال على ما أقوله.
هل كنت تتوقع فوز منتخب مصر بالبطولة ؟
الشعور العام داخل المنتخب قبل البطولة كان صعبا بسبب حالة الإحباط بعد الخروج من تصفيات كأس العالم، بالإضافة الى غياب عدد من اللاعبين الكبار، أمثال محمد أبوتريكة وعمرو زكي ومحمد شوقي ومحمد بركات، وجميعهم قيمة كبيرة في المنتخب. إلا أن اللاعبين تجاوزا هذه الحالة بالتدريبات والبحث عن الفوز بالبطولة، ومع بداية مباريات دخل الفريق أجواء البطولة.
ما هي أكبر مشكلة واجهت منتخب مصر في البطولة الأخيرة ؟
إصابة عدد كبير من اللاعبين بالإنفلونزا في بداية البطولة، وهو ما وضع على اللاعبين والجهاز الفني ضغطا كبيرا بخلاف ضغط البطولة نفسها، ولكن يحسب للجهاز الطبي حسن تعامله مع الأزمة.
ما هي أصعب مباراة واجهتكم في البطولة ؟
لقاء الكاميرون، لأن الجهاز الفني خاف من إنشغال اللاعبين بالتفكير في لقاء الجزائر بعد فوزها على كوت ديفوار في اليوم السابق مباشرة، وهو ما حدث بالفعل. وإجتمع المدير الفني حسن شحاتة بالفريق، وقال للاعبين " ما ينفعش تفكروا في مباراة قبل أن تفوزوا على الكاميرون. " وطالبهم بعدم الإنشغال بلقاء الجزائر، والتركيز في لقاء الكاميرون فقط. ولا ننسى أن مباراة نيجيريا كانت صعبة جدا، لأن مسؤوليتها كبيرة بضرورة الفوز في الإفتتاح. وكانت مباراة غانا لقاء البطولة، ولابد من تحقيق الفوز للعودة بالكأس لمصر، وزاد من صعوبتها سوء أرض الملعب.
لماذا لم تذكر لقاء الجزائر ؟
لإنها لم تكن بنفس درجة الصعوبة، فقد دخل الفريق لقاء الجزائر بأعصاب هادئة والتركيز في المباراة فقط، دون التفكير في أي شيء آخر. وقد زاد هدوء اللاعبين بعد أن وجدوا أن حكم اللقاء عادل بدرجة كبيرة، مما ساعدهم على الأداء.
كيف تعاملتم مع تأخر المنتخب في مباراتي نيجيريا والكاميرون ؟
في اللقاء الإفتتاحي في البطولة، كان الفريق النيجيري مسيطرا على مجريات الشوط الأول، وتقدم بهدف، وكان متحمسا للغاية.. وفي فترة الراحة بين الشوطين إستفز حسن شحاتة اللاعبين، وبث فيهم الحماس، فلعبنا الشوط الثاني بشكل أفضل، مدافعين عن أسمائهم وفريقهم البطل، فحققنا الفوز بثلاثة أهداف. أما في لقاء الكاميرون كانت مباراة عصبية من الجانب الكاميروني، ولكننا نجحنا في التعامل بخبرة في تلك المباراة.
هل الفوز ببطولة أفريقيا للمرة الثالثة على التوالي عوضكم عن عدم التأهل للمونديال؟
خسارة اللعب في كأس العالم لا يعوضه شيء، خاصة وإننا ذقنا طعم اللعب في مثل هذه المناسبات الكبيرة في بطولة كأس العالم للقارات في جنوب أفريقيا العام الماضي. ولكن الفوز بالبطولة الأفريقية يعد إنجازا كبيرا على الساحة الأفريقية والعالمية، لأنه لم يتحقق في تاريخ الكرة الأفريقية، مما دفع الجميع للحديث عن منتخب مصر.
ماذا يعني لك الحصول على لقب أفضل مدافع أفريقي للمرة الثالثة على التوالي ؟
هذا اللقب يعود بالدرجة الأولى لفوز المنتخب بالبطولة في المرات الثلاث، بما يعني إني لم أكن أستطيع الحصول على هذا اللقب ما لم يفوز منتخب مصر بالبطولة الأفريقية.
على مدار ثلاث بطولات راقبت مهاجمين كبار، فمن الأفضل بينهم ؟
مهاجم المنتخب الإيفواري ديديه دروجبا، لاعب كبير وخطير ساعده على ذلك إسمه الكبير في أوروبا والكرة العالمية، ويتمتع بقدرات فنية وبدنية كبيرة ترهق أي دفاع، وهو أفضل مهاجم راقبته على مدار ثلاث بطولات. كما أن هناك المهاجم الغاني أسامواه جيان، الذي يعتمد ويلعب الفريق الغاني كله عليه، وكل لاعبي الفريق يخدمون عليه. ولا أنسى الكاميروني الكبير صامويل إيتو، ولكن أكثر مهاجم راقبته عنيف هو الكاميروني إدريسو، الذي لا يكف عن السباب داخل الملعب للمدافعين.
ماهي أصعب بطولة من البطولات الثلاثة التي فاز بها منتخب مصر؟
تعتبر بطولة الأمم الأفريقية بغانا 2008 هي الأصعب، لأن أغلب الفرق كبيرة مكتملة وقوية.