خاص بموقع CNN بالعربية
مدرب المنتخب المصري حسن شحاتة
ينشر موقع CNN بالعربية مقابلات وحوارات خاصة مع أعلام الرياضة العرب، يتحدثون فيها عن همومهم وطموحاتهم، بالإضافة إلى أبرز القضايا على الساحة الرياضية. وتجدر الإشارة إلى أن الموقع غير مسؤول عن الآراء الواردة في المقابلات.
القاهرة، مصر (CNN)--قال المدير الفني لمنتخب مصر حسن شحاتة إن فريقه جاء الى أنغولا للمشاركة في بطولة الأمم الإفريقية السابعة والعشرين وللدفاع عن لقبه، الذي يحتفظ به منذ عام 2006 لتعويض الجماهير عن عدم التأهل لنهائيات كأس العالم 2010.
وأكد شحاتة في مقابلة مع CNN بالعربية سعادته بمستوى محمد ناجي الشهير بـ "جدو" على المستوى الدولي، ونجاحه في إحراز ثلاثة أهداف في أول ثلاثة مباريات دولية له، وأثبت صحة وجهة نظر الجهاز الفني في اختياره.
وأبدى المدير الفني لمنتخب مصر حزنه على غياب لاعبيه محمد أبوتريكة وعمرو زكي بسبب الإصابة، إلا أنه أكد ثقته في بقية اللاعبين المختارين للبطولة الإفريقية.
وأفصح لاعب نادي الزمالك الأسبق عن أنه كان مصمما على الرحيل عن منتخب مصر عقب انتهاء تصفيات كأس العالم، إلا أنه استمر مع الفريق بعد تكريم الرئيس المصري حسني مبارك للمنتخب بعد عودته من السودان، والدعم الجماهيري الذي وجده، نافيا أن يكون الجهاز الفني مدعوما من القيادة السياسية.
وفيما يلي نص اللقاء:
كيف ترى فرص منتخب مصر في بطولة الأمم الإفريقية؟
يظل منتخب مصر أحد أقوى المنتخبات الإفريقية المشاركة في البطولة، وذهبنا للبطولة من أجل الحفاظ على اللقب، وأعلم أن الضغوط على الفريق ستكون رهيبة لأكثر من سبب، فنحن أبطال إفريقيا، وكل المنتخبات تضع أعينها علينا، وهذا هو قدر البطل دائما، لاسيما وأن منتخب مصر حامل اللقب لدورتين متتاليتين.
كذلك فإن اللاعبين مصممون على استعادة الثقة بعد الخروج من تصفيات كأس العالم، والبطولة الإفريقية ستكون بمثابة طريق جديد لإثبات قوته وجدارته، وقد قدمنا مستوى طيب في لقاء نيجيريا، وتراجع المستوى في لقاء موزمبيق، وأبديت للاعبين عدم رضا الجهاز الفني عما قدموه في لقاء موزمبيق.
اللاعبون برروا هبوط المستوى في لقاء موزمبيق بإصابة عدد كبير منهم بالانفلونزا؟
قد يكون ذلك صحيحا بعض الشيء، خاصة وأن حالات البرد ضربت عددا كبيرا من اللاعبين قبل انطلاق البطولة مباشرة، لدرجة ان هناك لاعبين أمثال حسني عبد ربه وحسام غالي شاركا في لقاء نيجيريا ودرجة حرارتهما مرتفعة.
كيف تنظر لغياب عمرو زكي وأبوتريكة عن بطولة أنغولا؟
لاشك أن غيابهما مؤثر بدرجة كبيرة على الفريق خاصة وأنهما من العناصر المؤثرة والأساسية في المنتخب، ولعبا دورا كبيرا في فوز منتخب مصر ببطولتي 2006 و2008، وغيابهما أحزن الجهاز الفني، ولكن نثق في القائمة المختارة لبطولة الأمم بأنغولا.
هل الوجوه الجديدة التي اختارها الجهاز سيكون لها دور في البطولة؟
كل اللاعبين المختارين سيكون لهم دور في البطولة ولدي قناعة تمامة بهم جميعا، وقد قرر الجهاز الفني ضرورة إجراء عملية تجديد لدماء المنتخب في الفترة المقبلة.
هل كنت تتوقع نجاح جدو بهذه الصورة؟
جدو أثبت للجميع أن اختيار الجهاز الفني له كان صحيحا، ونجح اللاعب في أول لقاء دولي له في إحراز هدف مؤثر ثم عاد وأكد جدارته باللعب لمنتخب مصر عندما أحرز هدفا مهما في لقاء موزمبيق الثاني، وأثبت أن رؤية الجهاز الفني كانت في محلها.
ما رأيك فيما أثير حول تصريحاتك بشأن معايير اختيار لاعبي المننتخب؟
للأسف الشديد تم تحريف تصريحاتي بشكل سيء، وفهم البعض أن هناك نوعا من التفرقة العنصرية في اختيارات اللاعبين وهو أمر غير صحيح، فقد قلت إن الالتزام الأخلاقي شيء مهم جدا في اللاعب الدولي، بمعنى ألا يكون اللاعب مثيرا للمشاكل، وأن يكون ملتزما مع ناديه، وأرى أن هذا أمر لا يغضب أحدا.
لماذا لعب الفريق بأكثر من طريقة في أنغولا؟
الفريق لعب بطريقة مختلفة بعض الشيء أمام مالي وديا في الامارات، إذ لعبنا بأربعة مدافعين بدلا من خمسة كما تعود الفريق في الفترات الأخيرة، وقد سعى الجهاز الى تعديل طريقة اللعب لتناسب الظروف التي قد تواجه الفريق، إذ غاب هاني سعيد ليبرو الفريق عن لقاءات فريق الزمالك في المباريات الأخيرة لبطولة الدوري.
في لقاء نيجيريا غيرنا طريقة اللعب أكثر من مرة، حيث لعب هاني سعيد في وسط الملعب عندما تأخرنا بهدف، ثم عاد من جديد خلف المدافعين بعد أن تقدمنا، المنتخب المصري سيلعب كل مباراة في بطولة أفريقيا على حدة وحسب المنافس الذي سيواجهه، والفريق لم يتعود على الجمود في طريقة لعبه، وسنسير بسياسة الخطوة خطوة كما حدث في 2006 و2008، فطريقة اللعب ليست الأساس بل إن تحقيق الهدف هو الأساس في طريقة عملنا.
كيف تقيم البطولة حتى الان؟
البطولة بعد جولتين اقل من مستوى بطولتي 2006 و2008، خاصة وأن أغلب المنتخبات الكبيرة لم تظهر بالمستوى المأمول، ولكن هذا لا يعني أن الفوز باللقب سيكون أمرا سهلا.
من تفضل مواجهته في لقاء دور الثمانية؟
المنتخب المصري مستعد لمواجهة أي فريق في دور الثمانية، فلم نتعود أن ننتظر فريقا بعينه، ولكن كل ما كان يهمنا هو الحصول على المركز الأول للمجموعة حتى نبقى في مدينة " بنجيلا" حيث تعودنا على ملعب المباراة وملعب التدريب والفندق واكتسبنا تعاطف الجماهير، وهو الهدف الأول للمنتخب، أما من سنلعب أمامه في دور الثمانية فلا يهم.
لماذا أخذت عملية تجديد عقود الجهاز الفني وقتا طويلا، وهل كانت هناك عوائق؟
اقترح البعض أن يعمل الجهاز الفني مع الفريق لمدة شهرين- أي لما بعد البطولة الإفريقية- وهو ما رفضته وطلبت إما أن يكون التجديد لعامين أو الرحيل لمنح الفريق والجهاز الاستقرار المطلوب في الفترة المقبلة، وهو ما وافق عليه مجلس إدارة اتحاد كرة القدم المصري في النهاية لأنه مطلب عادل، فاللاعب المصري يحتاج لأن يشعر بأن الجهاز الفني الذي يقوده مستقر ولا يعمل لفترة مؤقتة.
البعض كان يرى أن رحيل الجهاز الفني للمنتخب عقب تصفيات كأس العالم كان أفضل؟
عقب لقاء الجزائر في السودان والخروج من تصفيات كأس العالم كنت مقتنعا بضرورة الرحيل وعدم تجديد عقدي مع الاتحاد، ومنح الفرصة لجهاز فني جديد، إلا أن مقابلة الرئيس حسني مبارك قلبت الموازين بعد أن منحنا الرئيس ثقة كبيرة في ضرورة العمل وقيادة المنتخب في بطولة الأمم الأفريقية بأنغولا، ووجدت بعد ذلك أن تمسكي بالرحيل سيكون نوعا من التخلي عن مسؤولية المنتخب في هذه الفترة.
هل الجهاز الفني مسنود من القيادة السياسية؟
الجهاز الفني مسنود ولكن بإنجازاته وعمله وبطولاته التي حققها لمصر، وهذا لا ينفي الدعم الكبير الذي يلقاه المنتخب المصري من القيادة السياسية، ولكن هذا لا يعني أن الجهاز بعمل بأوامر عليا، فهذا غير موجود بالمرة.
هل فقد منتخب مصر الدوافع الفنية بعد الفشل في التأهل لنهائيات كأس العالم؟
لاشك أن الفريق مر بحالة شديدة من الإحباط بعد عدم التأهل لنهائيات كأس العالم لأنه كان يستحق ذلك بعد كل الإنجازات التي حققها هذا الجيل من اللاعبين، ولكن بمرور الوقت استعاد الفريق توازنه بعد مطالبة الجماهير للفريق بالفوز ببطولة الأمم الأفريقية بأنغولا ووجدنا دعما جماهيريا كبيرا.
وأرى أن الفوز على نيجيريا في لقاء الافتتاح لبطولة الأمم الأفريقية أعاد الدوافع الفنية والنفسية للاعبين، فقد كان الفوز على فريق كبير ومصنف كأحد المرشحين للفوز باللقب.
على المستوى الشخصي، عشت أسوأ حالة في حياتي بعد الهزيمة أمام الجزائر في السودان وفقدان بطاقة التأهل لمونديال جنوب أفريقيا، فقد كنت أحلم بوصول منتخب مصر لكأس العالم وتحقيق أكبر إنجاز في حياتي، ولكن المساندة الكبيرة التي وجدتها من المسؤولين والجماهير خففت كثيرا من شعوري بالمرارة.